التونسي العلامة أبو عبد اللَّه شهر بالوانوغي نزيل الحرمين، قال السيوطي: كان عالمًا بالتفسير والأصلين والعربية والفرائض والحساب والجبر والمقابلة والمنطق ومعرفته بالفقه دون غيره، ولد سنة تسع وخمسين وسبعمائة بتونس ونشأ بها وسمع من مسندها أبي الحسن بن أبي العباس البطروني خاتمة أصحاب ابن الزبير بالإجازة، وسمع أيضًا من ابن عرفة وأخذ عنه الفقه والتفسير والأصلين والمنطق، وعين أبي زيد بن خلدون الحساب والهندسة والأصلين والمنطق، والنحو عن أبي العباس القصار، وكان شديد الذكاء سريع الفهم حسن الإيراد للتدريس والفتوى، وإذا رأى شيئًا وعاه وقرره وإن لم يعتن به، له تآليف على قواعد ابن عبد السلام وعشرون سؤالًا في فنون العلم تشهد بفضله بعث بها للقاضي جلال الدين البلقيني فأجاب عنها، فرد ما قاله البلقيني، وقد وقفت على الأسئلة وأجوبتها دون الرد، وكان يعاب عليه إطلاق لسانه في العلماء ومراعاة السائلين في الإفتاء، أجاز لغير واحد من شيوخنا المالكيين- اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر: وعني بالعلم وبرع في الفنون مع الذكاء المفرط وقوة الفهم حسن الإيراد كثير النوادر المستظرفة كثير الواقعة في أعيان المتقدمين وعلماء العصر وشيوخهم، شديد الإعجاب بنفسه والازدراء بمعاصريه، فلهجوا بذمه وتتبعوا أغلاطه في فتاويه، وله انتقاد على قواعد ابن عبد السلام ثم أقام بمكة فجاور مقبلًا على الاشتغال والتدريس والإفادة، اجتمعت به بالمدينة وله أسئلة كتب بها للجلال القاضي البلقيني فأجابه عنها وكان يعيب الأجوبة، توفي سابع عشر ربيع الأخير سنة تسع عشرة وثمانمائة- اهـ.
وقال السخاوي: كان عارفًا بالتفسير والأصلين والعربية والفرائض والحساب والجبر والمقابلة ومعرفته بالفقه دونها، له أجوبة على مسائل
(١) انظر ترجمته في شجرة النور الزكية ص ٢٤٣، الضوء اللامع ٧/ ٣، درة الحجال ٢/ ٣٨، بغية الوعاة ١٣، ذيل تذكرة الحفاظ ٢٧٧، كشف الظنون ٩٢، طبقات المفسرين ٢/ ٦١ - ٦٢.