لمقابلة ذكي الطبع ذا نوادر وظرف له أخبار عجيبة، قدم فاسًا وقعد في سوق الكتب يوم الجمعة فأورد عليه الحاج أبو عبد اللَّه بن عبد الواحد مسألة النية في صلاة الجمعة فأجابه بعض أصحاب أبي الحسن الزرويلي بأن أصح الأقوال أن ينوى صلاة ظهر الجمعة فصاح الحافي وجهه فقال له: لا تصوت فالخطاف أصبح منك ولا ثمن له فضحك أبو زكرياء الدكالي ومن حضر. كان حيًا سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة ظنًا. صح من خط بعض أصحابنا.
٧٨٧ - يحيى بن أحمد بن محمد بن حسن بن القس، بضم القاف وكسر السين مهملًا، الرندي النفزي الحميدي الفاسي أبو زكرياء عرف بالسراج (١).
قال ابن الأحمر في فهرسته: صاحبنا الفقيه المحدث الصالح معلم كتاب اللَّه تعالى ابن الفقيه الصالح المكتب أبي العباس، أخذ عن جماعة كالفقيه المفتي المحدث القاضي الخطيب أبي البركات ابن الحاج البلفيقي والفقيه المدرس القاضي عبد النور، أخبرني عنه عن محمد بن عبد العزيز بن واجتن النينملى عن أبيه قال: رأيت في المنام جابر بن عبد اللَّه فقلت له: باللَّه حدثني حديثًا سمعته من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال لي: سمعته -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول:"من سلم عليّ في يوم مائة مرة مات ولم يذق طعم الموت".
قال ابن الأحمر: ويشبه هذا ما روي عن أبي إسحاق الشيرازي قال فرأيته -صلى اللَّه عليه وسلم- في المنام مع أبي بكر وعمر -رضي اللَّه عنهما- فقلت يا رسول اللَّه بلغني عنك أحاديث كثيرة فأسمعني خيرًا أتشرف به دنيا وأجعله ذخيرة للآخرة فقال لي:"يا شيخ قل عني: من أراد السلامة فليطلبها في سلامة غيره منه"- اهـ.
توفي السراج بفاس عام ثلاثة وثمانمائة- اهـ.
وقال غيره: كان بينه وبن ابن عباد مراسلات وإشارات وله فهرست وسماع صحيح، انتهت إليه رياسة الحديث في وقته ودفن مع ابن عباد- اهـ.
(١) انظر ترجمته في الأعلام ٨: ١٣٦، جذوة الاقتباس ص ٣٣٩، فهرس الفهارس ٢: ٣٣٨، درة الحجال رقم ١٤٦٨ - ٣: ٣٤١.