-صلى اللَّه عليه وسلم- وعن يمينه خليل المكي وعن يساره أحمد قاضي مكة.
وأما بلدك فسم اللَّه فخط دائرة في الأرض ثم قام فقبض إحدى يديه على الأخرى وجعلهما خلف ظهره وجعل يطوف بتلك الدائرة ويقول: تلمسان تلمسان حتى طاف بها مرات، ثم قال لي: يا محمد قد قضى اللَّه الحاجة فيها فقلت له: كيف يا سيدي، فقال ستر اللَّه إن شاء اللَّه على ما فيها من الذراري والحريم، ويملكها هذا الذي حصرها فهو خير لهم.
ثم جلس وجلست بين يديه فقال لي: يا خطيب، فقلت يا سيدي عبدك ومملوكك، فقال: كن خطيبًا أنت الخطيب، وأخبرني بأمور وقال لي: لا بد أن تخطب بالجانب الغربي وهو الجامع الأعظم بالاسكندرية، ثم أعطاني شيئًا من كعيكعات صغار وزودني بها وأمرني بالرحيل.
وأما خبر تلمسان فدخلها المريني كما ذكر وستر اللَّه على ما فيها من الذراري والحريم، وكان هذا المرشدي يتصرف في الولاية كتصرف أبي العباس السبتي، نفعنا اللَّه بهما- اهـ.
ولصاحب الترجمة تآليف كشرحه الجليل على عمدة الأحكام في أسفار خمسة جمع فيها بين ابن دقيق العيد والفاكهاني مع زوائد، وشرحه النفيس على الشفا ولم يكمل، وشرح الأحكام الصغرى لعبد الحق وشرح فرعي ابن الحاجب سماه: إزالة الحاجب لفروع ابن الحاجب ولا أدري كمل أم لا. وبيته بيت علم ودراية ودين وولاية كعمه وأبيه وجده وجد أبيه وكولديه محمد وأحمد وحفيده الإمام النظار الحفيد بن مرزوق وولد حفيده المعروف وحفيد حفيده المعروف الخطيب، وهو آخر فقهائهم، فيما أعلم.
٥٦٢ - محمد بن علي بن أحمد بن محمد الدوسي البلنسي (١).
أبو عبد اللَّه، من علماء غرناطة يعرف بالبلنسي، قال في الإحاطة: كان حسن اللقاء عفيف النشأة، مكبًا على العلم والاستفادة، قائمًا على العربية
(١) انظر ترجمته في الإحاطة ٣/ ٣٨، ألف سنة من الوفيات ص ٢٢٠.