العلامة من الكتاب عن الملوك، وحديقة النسرين في دولة بني مرين وآخر سماه روضة النسرين في أخبار بني عبد الوادي وبني مرين، ونظم وشرحه على منهاج رقم الحلل لابن الخطيب وعرائس الأمراء ونفائس الوزراء، وشرح البردة وتأنيس النفوس في إكمال نقط العروس ونثير الجمان فيمن ضمه وإياه الزمان من أهل النظم، كان معتنيًا بالتقييد. توفي بفاس عام عشر وثمانمائة، قاله صاحبنا محمد بن يعقوب الأديب.
[١٤٨ - إسحاق بن إبراهيم بن يعمور السعيدي الغماري أبو إبراهيم.]
سمع بسبتة من ابن عبد اللَّه وتفقه بمرسية عند ابن عبد الرحيم، ولي قضاء فاس وسبتة وشلب، وكان قائمًا على المدونة يقال: إنه كان يستظهرها، ولي آخر عمره قضاء بلنسية سنة ست وستمائة. قال ابن الأبار: لم تطل ولايته لأشياء نُقمت عليه وصرف بابن مناصب، ثم ولي قضاء جيان، تفقه بأبيه وغيره وذكره ابن خليل في شيوخه وأثنى عليه بالحفظ، فقد في كائنة العقاب يوم الاثنين رابع عشر صفر سنة تسع وستمائة. قلت: وكائنة العقاب هي الواقعة المبيرة حصلت على المسلمين بالأندلس مع الناصر بن المنصور الموحدي.
١٤٩ - إسحاق بن يحيى بن مطر الورياغلي أبو إبراهيم الأعرج (١).
أخذ عنه الشيخ أبو الحسن الصغير وغيره، وله طرر على المدونة، وكان آية فيها. توفي بفاس، والدعاء عند قبره مستجاب، سنة ثلاث وثمانين وستمائة، صح من خط صاحبنا المؤرخ ابن يعقوب الأديب.
(١) عرف بالأعرج وكان آية اللَّه في المدونة وفقيه فاس. من تصانيفه: الطرر على المدونة. (درة الحجال ١: ٣٠٧، ٣٩٠).