وحصلت له المزية في الفقه والنظر، وأخذ عنه جماعة من الأئمة الأعلام النظار كالفقيه أبي عبد اللَّه محمد بن الرمامة رئيس مفتي فاس والأخوين الفقيهين أبي بكر ومحمد ابني مخلوف بن خلف اللَّه والفقيه أبي عمران موسى بن حماد الصنهاجي.
قال الحافظ الزاهد أبو الحسن بن حرزهم: أوصاني أبي أن أقبل يد أبي الفضل متى لقيته ولو لقيته في اليوم مائة مرة فبعثني إليه يومًا ليدعو لي فأتيته عند الغروب فأذّن وأقام وصليت معه فلما أراد أن يكبر نظرت لثوبه على كتفه يتحرك حركة شديدة يسمع صوته من شدة الخوف، فلما سلم دعا لي فانصرفت لأبي وقلت له رأيته صلى قبل صلاة أهل البلد فقال لي: أتتكلم في ولي اللَّه وهل وقت المغرب إلا الذي صلى فيه وإنما ابتدعوا التأخير عنه، ثم قال لأمي: هذا صبي نرجو أن ينفع اللَّه به فإني وجدت بركة أبي الفضل ولقد دخل وعليه نور فعلمت إجابة دعوته فيه -اهـ- فكان كذلك.
ومن كريم خلقه أن شابًا من الطلبة بادر السلام عليه فأراق الحبر على ثوبه وكان أبيض فخجل فقال الشيخ: كنت أقول أي لون أصبغ ثوبي فالآن أصبغه حبريًا، فبعث به للصباغ -اهـ- ملخصًا.
٧٦٧ - يوسف بن عبد اللَّه بن سعيد أبو عمر يعرف بابن عياد أندلسي (١).
قال ابن الأبار: روى الحديث عن القاضي أبي العرب التجيبي ولقي أعلامًا من المقرئين والمحدثين والفقهاء المتفننين كأبوي الحسن بن هذيل وابن النعمة وأبي الوليد بن الدباغ وأبي الحسن بن يعيش وابن خيرة، وكتب إليه أبو القاسم بن ورد وأبو محمد بن عطية، كان معتنيًا بمطالعة الحديث، جماعًا للدواوين والكتب مكثرًا للرواية مقيدًا مفيدًا عدلًا ثبتًا كتب بخطه كثيرًا، جمع العالي والنازل فذ الأقران في الرواية، يحفظ الأخبار والتواريخ والوفيات
(١) انظر مرآة الجنان ٣: ٤٠٢، التكلمة ص ٧٣٤، غاية النهاية ٢: ٣٩٧، الأعلام ٨: ٢٤٠.