للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأنصاري المالقي، نزيل مكناسة، ورحل إليه الناس من فاس للأخذ عنه، فلما رجع صار يدعى بالمكناسي، روى عن ابن الزبير ابن سليمان الوادي آشي وابن هاني وابن رشيد، وأبي يعقوب البادسي، وتوفي بفاس سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة.

٦٣ - أحمد بن العباس النقارسي (١).

قال الشيخ خالد البلوي في رحلته: هو الشيخ الفقيه العالم، كان حافظًا مُجيدًا وحافلًا مَجيدًا وناقلًا سديدًا وناقدًا شديدًا، وعارفًا مديدًا ومدرسًا مفيدًا، له طبع حلّ فيه الذكاء والنّبل، وقل من كرمه الطل والوبل، رحِل من بلد تلمسان قبل الحصار وتلافى ريحها بالأعصار، فدخل تونس مشمرًا عن الجد وقائدًا بالجد، فطلع في آفاقها كوكبًا وسار في ساحاتها كبكبًا، ولم يزل يفحص عن الكمال ويستسقي من عذبة مناهلها الزلال حتى بلغ المنتهى دخول ما اشتهى، فهو الآن أحد مدرسيها الإمام وأوحد من برع في علمي البيان والكلام، وأوجد الناس للدر إذا خاض بكر العلوم بسوابح الأقلام، أديب العصر ونحويّه وبيانيّه وحكيمه ومنطقيّه، والعروض (٢) إلى الإحاطة بالتفسير والحديث مع المطالعة والمذاكرة في القديم والحديث، وكذا الفروع والأصول.

لم تر عيني قط شرقًا ولا غربًا أسرع منه نسخًا وكتبًا، ولا أقرأ منه لكلّ خط ما عسى أن يكون صعبًا، مع جودة خطه وصحة نقله وضبطه. قرأت عليه تأليفه المسمى (الروض الأريض في علم القريض) وتأليفه في الأدب و (حديقة الناظر في تلخيص المثل السائر) في البيان وشرح (المصباح لابن مالك) و (إيضاح السبيل إلى القصد الجليل) في علم الخليل شرح على عروض ابن الحاجب.

وله تآليف غيرها عُرِفَ قدرها واشتهر ذكرها، وسارت مسيرة الشمس في كل بلدة وهبت هبوب الريح في البر والبحر، أخذ عن الإمامين الأوحدين


(١) انظر أعلام الجزائر ٣٣١.
(٢) كذا، ولعل في الكلام سقطًا.

<<  <   >  >>