للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

شيئًا من الباب حتى يعطي المغرم المعلوم ويقول: أكره أن أمتاز على الناس بشيء، وجمع تقييدًا على الشيخ أبي الحسن الصغير وهو الآن بخطه محبسًا بفاس، وأما التقييد الكبير فجمعه رجل من صدور الطلبة يقال له اليحمدي قال لي بعض الفقهاء: دخلت عليه وهو محتزم في كسائه وكتب الفقه مبسوطة بين يديه وأعراقه تقطر عليه وكساؤه في غاية ما يكون من الوسخ فقلت له: ارفق بنفسك واغسل كساءك فقال لي: ستة أشهر نروم غسلها وما وجدت سبيلًا لذلك من أجل هذا الشغل، وتعجبت منه وانصرفت، وهو شيخ شيخنا الفقيه الحافظ أبي عمران العبدوسي- اهـ. وتوفي سنة خمسين وسبعمائة، رحمه اللَّه تعالى.

٣٢٥ - عبد العزيز بن موسى بن معطي العبدوسي (١).

الإمام الحافظ الفقيه المحدث العلامة الجليل، حامل لواء المذهب والحفظ في وقته أبو القاسم شيخ الإسلام ابن شيخ الإسلام أبي عمران العبدوسي الفاسي نزيل تونس، أخذ عن أبيه وغيره، ووصل في قوة الحافظة الدرجة العظمى، قال القاضي أبو عبد اللَّه بن الأزرق: كتب إليّ الشيخ الفقيه الجليل أحد المفتين بتونس أبو عبد اللَّه الزلديوي يعرفني حاله بالحفظ فيما يقضي منه العجب من الغرابة، قال: ورد علينا في أخريات عام سبعة عشر وثمانمائة الفقيه العالم الحافظ أبو القاسم ابن الشيخ الإمام أبي عمران موسى العبدوسي بكتاب في يده من قبل الإمام أبي عبد اللَّه محمد بن مرزوق ويقول لنا فيه: يرد عليكم حافظ الغرب الآن فقلنا لعل ذلك من تعسيل الاخوان لإخوانهم في الوصية بهم، فلما اجتمعنا به وأقام عندنا أزيد من عام رأينا منه العجب العجاب من حفظ لا نتوهم يكون لأحد لما رأينا في بلادنا افريقيا ومجالس أشياخنا بتونس وبجاية، كان عندنا بتونس الشيخ أبو القاسم البرزلي له أهل زماننا في حفظ الفقه وأشياخ المدونة والناس دونه في ذلك، وببجاية


(١) انظر ترجمته في الفكر السامي ٢: ٢٥٣، شجرة النور الزكية ص ٢٥٢، وفيات الونشريسي ص ٢٤٦.

<<  <   >  >>