يحل لفظه، قليل الزيادة عليه، ختمته عليه أربع مرات وقرأ عليّ فرائض الحوفي وتلخيص ابن البنا، وقرأ على شيوخ المصامدة واليسيتني وغيره. توفي سنة ثمانين وتسعمائة عن سن عالية.
٧٤٦ - محمود بن عمر بن محمد أقيت (١).
ابن عمر بن علي بن يحيى الصنهاجي المسوفي قاضي تنبكت أبو الثناء وأبو المحاسن عالم التكرور وصالحها ومدرسها وفقيهها وإمامها بلا مدافع، كان من خيار عباد اللَّه الصالحين العارفين به ذا ثبت عظيم في الأمور وهدى تام وسكون ووقار وجلالة، اشتهر علمه وصلاحه في البلاد وطار صيته في الأقطار شرقًا وغربًا وظهرت ديانته وورعه وصلاحه وعدله في القضاء ونزاهته، لا يخاف في اللَّه لومة لائم يهابه السلاطين فمن دونهم ويزورونه في بيته فلا يقوم لهم ولا يلتفت إليهم ويهادونه بالهدايا والتحف تترى وكان شيخنا كريمًا جوادًا يفرق ما يهدى له بين الناس.
تولى قضاء عام أربعة وتسعمائة فشدد في الأمور وسدد وتوخى الحق في الأحكام، ولذوي الباطل هدد فظهر عدله بحيث لا يعرف له نظير في وقته مع ملازمة التدريس، فانتفع به بشر كثير وأحيا العلم بتلك البلاد واشتهر هناك وكثر طلبته في الفقه ونجب منهم جماعة كثيرة، وكان أكثر ما يقرئ المدونة والرسالة ومختصر خليل الألفية والسلالجية وربما أقرأ غيرها، وعنه انتشر قراءة خليل هناك وقيد عنه تقاييد عليه أخرجوها شرحًا في سفرين وانتشر.
وحج في عام خمسة عشر وتسعمائة فلقي السادات كإبراهيم المقدسي والشيخ زكريا والشيخ القلقشندي واللقانيين وغيرهم، وذكر صلاحه هناك ثم رجع لبلاده ولازم الإفادة وانفاذ الحق وطال عمره فألحق الأبناء بالآباء حتى توفي سنة خمس وخمسين ليلة الجمعة سادس عشر رمضان، وبلغ من جلالة وتعظيم القدر وشهرة الذكر بالصلاح والولاية مبلغًا لم ينله غيره. مولده سنة