ابن الفخار البيري. لازمه لوفاته وأجازه وأذن له في التحليق بموضع تدريسه والقاضي الشريف السبتي نسيج وحده لازمه وأخذ عنه تآليفه وقرأ عليه التسهيل، وروى عن أبي البركات بن الحاج والخطيب أبي جعفر الطنجالي، وهو الآن بحاله الموصوفة، أعانه اللَّه وأمتعه من حين أزعج عن الأندلس مقيم بتلمسان يقرئ ويدرس -اهـ- ملخصًا من الإحاطة.
وفي فهرست الشيخ يحيى السراج شيخنا الفقيه الأستاذ الجليل المقرئ المدرس الأصولي النحوي أبو علي منصور كان شيخًا فاضلًا فقيهًا نظارًا معدودًا في أهل الشورى، له مشاركة في كثير من العلوم النقلية والعقلية واطلاع وتقييد ونظر في الأصول والمنطق والكلام حريصًا على الإفادة والاستفادة مثابرًا على التعلم والتعليم. أخبرني أن مولده في حدود عشرة وسبعمائة- اهـ.
وممن أخذ عنه الإمام أبو إسحاق الشاطبي وذكر عنه في الإفادات والإنشاءات عن شيخه الأستاذ الشهير أبي عبد اللَّه المسفر أنه قال: إن تفسير الفخر ابن الخطيب احتوى على أربعة علوم نقلها من أربعة كتب مؤلفوها كلها معتزلة فأصول الدين من كتاب الدلائل لأبي الحسين وأصول الفقه من كتاب المعتمد له أيضًا وهو أحد نظار المعزلة الذي قال فيه بعض الشيوخ إذا خالف أبو الحسين في مسألة صعب الرد عليه فيها، ومن التفسير من كتاب القاضي عبد الجبار والعربية والبيان من كشاف الزمخشري، وذكر عنه أيضًا أن الفخر ابن الخطيب سأل السيف الآمدي لم أجاز الشرع ذبح الحيوان في حق الإنسان وهو تعذيب له وتعذيب الحيوان على خلاف المعقول؟ فأجابه بأن اتلاف الخسيس في حق النفيس من مناهج العقول فقال له الفخر لو كان كذلك لجاز أن تذبح أنت في حق ابن سينا- اهـ.
وذكر عنه أيضًا قال: وكثيرًا ما أسمع الفقيه الجليل الأصولي أبا علي الزواوي يقول: قال بعض الفضلاء: لا يسمى العالم بعلم ما عالمًا بذلك العلم على الاطلاق حتى تتوفر فيه أربعة شروط: أحدها كونه محيطًا بمعرفة أصول ذلك العلم على الكمال، ثانيها: كونه قادرًا على التعبير عن ذلك العلم