أسفار من القالب الصغير، ثم "النظم البديع في اختصار التفريع"، ثم "الموهبة السنية في العربية"، ثم "المرقبة العليا في تعبير الرؤيا"، ثم شرح ابن الحاجب المسمى "الشهاب الثاقب" في شرح لفظه وحل مشكلاته وإيضاح رموزه، وإشاراته، وعزو مسائله وتقرير دلائله، وقد استخرجت مسائلها في أماكنها، ولم يبق منها إلا نحو خمس مسائل لم أقف على النقل فيها، وكذا بعض الأحوال -اهـ- ملخصًا.
وذكر ابن فرحون أنه لم يقف على وفاته وأنه حيّ في وقت وصول أبي الحسن المريني لتونس- اهـ. وفيه نظر لأن أبا الحسن إنما ملك تونس ودخلها في عام ثمانية وأربعين وسبعمائة.
فائدة:
ولما زعم صاحب الترجمة في شرح قول ابن الحاجب في القصاص فإن كان فيهم صغير فثلاثة لابن القاسم وعبد الملك وأشهب أن المؤلف خالف عادته وتمشية الأقوال، إذ مقتضى عادته أن يجعل الأول لعبد الملك والثاني لابن القاسم، إذ عادته جعل الثبوت للقول الأول والسلب للثاني- اهـ.
قال ابن عبد السلام: هذا الذي قال إنه عادة المؤلف في هذا الكتاب ليس كذلك وإنما يفعل هذا صدر كلامه بالثبوت كما قال، فإن كان فيهم صغير ففي انتظار بلوغه ثلاثة، ولما قال هنا: ثالثها إن لم يكن قريبًا من المراهق لم ينتظر، ومفهوم الشرط يدل على أنه إن كان قريبًا من المراهقة انتظر، كان هذا القول مركبًا من هذين الجزأين الأول منهما هو القول الأول وهو عدم انتظار مطلقًا وهو لابن القاسم، والجزء الثاني هو القول الثاني الانتظار مطلقًا وهو لعبد الملك، وهذا جلي من كلام المؤلف معلوم من عادته يعرفه الصبيان الذين تدربوا بنظر هذا الكتاب وخفي على هذا الشارح وهو يزعم أن له فهمًا لا يشاركه غيره فيه- اهـ.
قال الشيخ أحمد الونشريسي: قد أفرط ابن عبد السلام -رحمه اللَّه- في الرد على ابن راشد، مع ما له من مزية التقدم في العلم والصلاح وابتكار