للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان في الفقه نبيهًا لا يجارى حفظًا وفهمًا، وكان أخي محمد (١) يقرأ عليه تبصرة اللخمي ويصححها عليه من املائه وحفظه في مجالس عديدة، وهذا أكثر حاله في أكثر ما يعاني جملة من الكتب، وحضر مع السلطان أبي الحسن واقعة القيروان وخلص معه إلى تونس وأقام معه بها نحو من سنتين ثم غرق في سواحل بجاية مع من غرق من الفضلاء وغيرهم- اهـ.

وقال بعض أصحابنا: كان السطي إمامًا جليلًا حافظًا مقدمًا في الفقه، من أكبر تلامذة أبي الحسن الصغير في الفقه مع المشاركة في الأصلين والعربية مع دين تام، حظي الجاه عند أبي الحسن المريني يؤم به ويخطب ويقرأ مكبًّا على المطالعة والنظر يسرد الصوم لا يتكلم حتى يسأل، أخذ عنه ابن عرفة والعقباني وابن خلدون، توفي غريقًا سنة تسع وأربعين.

قلت: بل في شوال سنة خمسين كما ذكره ابن الخطيب في رقم الحلل، وممن أخذ عنه من الأئمة المقري والعبدوسي الكبير والخطيب ابن مرزوق والقباب وغير واحد، قال بعضهم: كان خزانة المذهب مع مشاركة تامة في علوم وديانة شهيرة وصلاخ متين، كان مدرس حضرة أبي الحسن ومفتيه وخطيبه، مقبلًا على ما يعنيه لا تراه إلا مكبًا على النظر والقراءة والتقييد، حتى في مجلس السلطان- اهـ.

وناهيك من جلالته أنه لما وصل تونس طلب منه ابن عرفة قراءة الحوفية فقال: بلغني أنك قرأته على ابن عبد السلام فقال له نعم ولكن وقف عليه منه مواضع قال ابن عرفة: فقال لي: ليس لي وقت إلا ساعة خروجي من عند السلطان قال: فكنت أنتظره قرب الزوال حتى يخرج من عند السلطان فإذا خرج قرأت عليه حتى إذا وصلنا إلى تلك المواضع التي توقف فيها ابن عبد السلام من المناسخات والإقرارات فقررها لي أقرب ما كان وأحسنه، نقله الرصاع.


(١) في التعريف بابن خلدون: وكان أخي موسى.

<<  <   >  >>