للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

حينئذ، وكان الأستاذ يقريء أولًا الشرفاء والعظماء لعلو قدره في النحو والقراءة وظهرت حينئذ نجابته وحفظ القرآن وجمل الزجاجي وألفية ابن مالك وقرأ على الفقيه النحوي الأستاذ الصالح ابن حياتي الجمل والمقرب ثم جملة صالحة من كتاب سيبويه والتسهيل وانتفع به واعتمد عليه وعلى الخطيب ابن مرزوق جملة من البخاري وعلى الفقيه أبي عمران العبدوسي جملة من المدونة وعلى الفقيه الصالح أحمد القباب التلقين والرسالة وقصيدة الكفيف في أصول الدين وحضر على الشيخ الفقيه الحسن الونشريسي والشيخ الصالح أبي العباس الشماع فرعي ابن الحاجب، وعلى القاضي أبي العباس أحمد بن حسن الموطأ تفقهًا والتهذيب وابن الحاجب الفرعي.

ثم أقبل أبوه عليه وقد كمل تهيئته لقبول الحقائق وفهم الدقائق فقرأ عليه في الأصول والاقتصاد والاعتقاد للغزالي ومحصل الفخر وبعض "كتاب النحاة" لابن سينا والمقاصد للغزالي ومختصر ابن الحاجب وتأليفه المسمى مفتاح الأصول في بناء الفروع على الأصول وفي البيان الإيضاح والتلخيص، وفي الجدل كتاب المقترح البروني وفي الهندسة كتاب اقليدس، وفي المنطق جمل الخونجي مرارًا والمطالع للسراج الأرموي وفي التصوف ميزان الغزالي وسمع منه أكثر الصحيحن رواية والأحكام الصغرى لعبد الحق فقهًا وسماعًا وسيرة ابن إسحاق والشفاء سماعًا وحضر عليه في التفسير من سورة النحل إلى الختم، ومن أوله إلى قوله تعالى: {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ}، وقرأ عليه التفسير أيضًا فاشتغل بكثير من هذه العلوم حياة أبيه الإمام ودرس فيها فقرأ العربية زمانًا طويلًا وانتفع به فيه وختم اقراء الرسالة في حياة أبيه، وكان مع طلبة أبيه أهل فهم وحفظ ودراية فإذا بحثوا في شيء أمرهم بالتقييد فيه. ويحضر مجلسه كبار الفقهاء فصدر منه أجوبة شهدوا بصوابها وحسنها حتى يقوم بعض الشيوخ فيقبل بين عينيه.

ثم جلس مجلس أبيه بعد موته وحضره من يحضر أباه ولم ينتقد عليه أحد منهم فجرى على مذهبه نظرًا ونقلًا وتحقيقًا واعترفوا بتقديمه حتى كان القاضي علي أبو الحسن المغربي يقول: انتفعت به في أصول الفقه أكثر من أبيه

<<  <   >  >>