للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتدمع عيناه ثم يقول لي: نعم يكون إن شاء اللَّه فييسّر اللَّه تعالى ذلك، وما زلت أفعله معه.

وقدم لخطابة جامع الأندلس بفاس بعض جمعة من غير أن يغير ثيابه ثم فرّ منها، ويزوره السلطان ويجلس معه ويحضّه على الخير ومراعاة من يستند إلى اللَّه وإن كان كاذبًا فيتمثل السلطان أمره.

وسعى في هذا الوقت في تغيير المنكر بنفسه وأقام الحدّ على من لا يجسر عليه ويسّر اللَّه له في ذلك فأعانه الخاصة والعامة، بحيث لو قال: اقتلوا هذا لقتل قبل تمام كلامه وتفقّد أمر القضاة وأصحاب الأحباس، وغيّر على من لا يصلح، وصار الخاصة والعامة تحت طاعته من خوفه للَّه تعالى، فخاف منه كل شيء -اهـ- كلام ابن الخطيب.

قال ابن غازي في فهرسته: هو الشيخ العالم المتفق على علمه وصلاحه، تاج الزهاد وإمام العباد ولي اللَّه- اهـ.

وقال السخاوي عن الرجراجي نسبة لقبيلة بالغرب، إمام بجامع الأندلس الغالب عليه الزهد والورع، مع تقدمه في الفقه، مات عام عشرة وثمانمائة- اهـ.

ويقال: إن شيخ الجماعة الإمام أبا مهدي عيسى بن علال لما فرغ من بناء داره وشيدها نادى شيخه صاحب الترجمة مع جماعة للطعام، فلما دخل سيدي عمر الدار ورآها، قال له يا عيسى: "أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون"، فواللَّه لا أكلمك أبدًا، ثم خرج ولم يأكل طعامه ولا كلمه حتى مات، رحمه اللَّه. زادني بعض أصحابنا في القصة أن شيخ الجماعة أبا مهدي أدركته الشفقة من كلامه وقال: دار حرمتني كلام الشيخ عمر لمشؤومة، فلم يسكنها حتى مات، رحمه اللَّه تعالى- اهـ.

وكان إمامًا في الفرائض والحساب، ويقال: إنه من زار قبره وسأل أن يفتح عليه في حاجة فتح عليه فيها.

<<  <   >  >>