للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

في الفقه وحاشية لطيفة على شرح الإمام السنوسي لكبراه في علم الأصول- اهـ.

قلت: له حاشيتان وشرح على القواعد الصغرى للزقاق وشرح على منظومة الونشريسي لقواعد أبيه وفهرست شيوخه، أخذ عنه طلبة العصر وفقهاؤه ممن لقيناهم وغيرهم كصاحبنا قاضي الجماعة الفقيه الفهامة أبي عبد اللَّه الرجراجي وصاحبنا قاضي تأمسنا إبراهيم الشاوي وصاحبنا قاضي الجماعة بفاس بلقاسم ابن النعيم وصاحبنا قاضي سلا ومكناسة أحمد بن أبي العافية وغيرهم، فهو آخر الناس بفاس لم يخلف بعده مثله -رحمه اللَّه-. مولده عام ستة وعشرين وتوفي نصف ذي القعدة ليلة الاثنين سنة خمس وتسعين وتسعمائة. من نظمه، جوابًا عن سؤال بعض السنوسيين سأل عنها قاضي الجماعة بفاس عبد الواحد الحميدي:

إلىَ عِلْمِكَ العَالي المسائلُ تَرْتَقي ... تَفَطَّنْ لها يا أحمديُّ وأَصْدقِ

فَما الحكمُ في الأوزاغِ هَلْ سَاغَ أكْلُهَا ... وَمَا الحكمُ في مَوْتِ المجانينِ فانْطِقِ

وَهَلْ جَازَ للمسبوقِ بَعْدَ تشَهُّدٍ ... دُعَاءٌ إذا مَا رامَ إكْمَالَ ما بَقي

وَمَا وَزْنُ لَيْسَ يا حَبيبُ وَأصْلُهُ ... وَمَا جَمْعُ [تَقليل] (١) لصاع فحقق

وَما وَزْنُهُ شَمِّرْ ولا تَأْنِ وأتِنا ... بجمعٍ سَواءٍ والمُقَيدَ أطْلقِ

وبيَّنْ لَنَا (مِنْ) في أعوذ بِرَبِّنَا ... مِن ابليسَ والتخمينَ في الكلِّ فاتَّقِ

فأجاب صاحب الترجمة:

جَوابُكَ في الأولى إباحَةُ أكْلِهَا ... ومستقذرٌ كُلٌ (٢) يُباحُ فَصَدِّق

وأنْكَرَ في التنبيهِ نجلُ بشيرِهمْ ... إضافةَ ذا للمذهب افهم ودقق (٣)

وقد قيلَ في الأوزاغِ يحرمُ أكْلُها ... وذلك في الكافي ليوسفَ فارتقِ

وَمَيّتُ مجنونٍ جَرَى خلفُ حُكْمِهِ ... بعلمِ كلامٍ لا تكنْ غيرَ مُتَّقِ

وتحقيقُها أنَّ الجنونَ الذي طَرا ... يصيرُ كموتٍ فَصِّلِ الحقَّ تعبقِ


(١) في الأصل: قلة وبه يختل الوزن وإن سلم المعنى.
(٢) كُلّ: كذا ولعلها "أكل".
(٣) لا يخفى ما في وزن البيت من خلل وضعف ولو قال: "إضافة ذا للمالكيِّ فدقق" لسلم له الوزن والمعنى ولعله كذلك في الأصل.

<<  <   >  >>