الهندسة وغيرها قال فأجد الزمام عليه فيجيبني من طرف الحلقة فأنصرف بلا سؤال.
وتنازع فقهاء مراكش في الحوض والصراط أيهما قبل فجاء أحدهم إليه فسأله فنظر إلى السماء واتسعت عيناه اتساعًا عظيمًا ثم قال: الجنة الميزان الحوض، مشيرًا بإصبعه إلى السماء فذكرت ذلك لبعض الفقهاء فبكى فقال لي: ليس الخبر كالعيان.
وكانت له أحوال عجيبة قال بعض الصالحين: ما أظن أن يكون أحد مثله في طريقته وعجائبه.
رحل من بلده أغمات لقضاء الحاجة من أمير المؤمنين أبي يعقوب وهو في حصاره العظيم بتلمسان مدة سبع سنين في ظاهر أمره ونيته باطنًا صرفه عن ذلك الحصار، ويكفه عن حصره عليهم لشدته، حتى بلغ ثمن الدجاجة عشرة دنانير ذهبًا للقوت ولا للدواء، وللفار ثمن معتبر فلم يقبل منه فرجع لفاس ونزل بجامع الصفارين وهو موضع مبارك يأوي إليه أهل الفضل والصلاح، فبعد أيام قتل السلطان أبو يعقوب ورجع جيشه فقال له خديمه، ظنًا منه أنه ما أقام إلا ليرغب إليه إلى اللَّه في الفرج، مات السلطان أبو يعقوب ففّرج اللَّه على تلمسان فباسم اللَّه نأخذ في الحركة، فقال له عبد الرحمن يمّوت، بتشديد الميم، يعني نفسه فمات بعد أيام يسيرة سنة ست وسبعمائة ودفن هناك، والدعاء عند قبره مستجاب يلجأ إليه أرباب الكرب، وأراد بعض الظلمة يبني على قبره فنهيته عنه فامتنع ثم تسلط عليه السلطان فأكل ماله -اهـ- كلام ابن الخطيب.
ومن كراماته قال الإمام الشريف أبو عبد اللَّه التلمساني: أخبرني شيخنا الابلي قال: أخبرني الفقيه أبو عبد اللَّه بن الحداد قال: ورد علينا بفاس العارف أبو زيد الهزميري وكنت أنتابه بالزيارة وأتردد إلى الشيخ أبي محمد الفشتالي -رضي اللَّه عنهما- فكان يسألني عن الشيخ أبي زيد إلى أن قال لي في يوم جمعة ترى الشيخ أبا زيد أين يصلي الجمعة اليوم فقلت لا أدري فخرجت