العلامة الحافظ المؤرخ، قال ابن الخطيب في تاريخ غرناطة: كان فاضلًا حسن الخلق جم الفضل باهر الخصال رفيع القدر ظاهر الحياء وقور المجلس عالي الهمة قوي الجأش. طامحًا لقنن الرئاسة متقدمًا في فنون عقلية ونقلية متعدد المزايا سديد البحث كثير الحفظ صحيح التصور، بليغ الخط مغري بالتجلة جواد الكف حسن العشرة بذول المشاركة، مفخرًا من مفاخر التخوم المغربية، من ذرية وائل بن حجر، أخذ القرآن عن بدال والعربية عن الزواوي وابن العربي وتأدب بأبيه وأخذ عن المحدث ابن جابر الوادي آشي وحضر مجلس ابن عبد السلام وروى عن الحافظ السطي والرئيس أبي محمد الحضرمي، ولازم العلم الشهر الابلي وانتفع به وورد على الأندلس في ربيع الأول عام أربعة وستين وأكرمه سلطانها وأركب لتلقيه خاصته وخلع عليه وأبره، شرح البردة شرحًا بديعًا دل على تفننه وإدراكه وغزارة حفظه، ولّخص كثيرًا من كتب ابن رشد وعلق تقييدًا مفيدًا في المنطق للسلطان، ولخص محصول الفجر وألف في الحساب وفي أصول الفقه. مولده بتونس في رمضان عام اثنين وثلاثين وسبعمائة- اهـ.
قال أبو جعفر البقني في مختصر الإحاطة: وألف تاريخه المشهور الذي سحر به الخاص والجمهور سماه بكتاب "العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر" اخترع فيه مذهبًا عجيبًا وطريقًا مبتدعًا من الحديث على العلوم وتنقيح الفهوم وما يعرض في الإنسان من الأعراض الذاتية والخيالات والحلوم- اهـ.
وقال بعضهم: وخلدون، بفتح الخاء المعجمة وآخر نون، حفظ القرآن والشاطبي ومختصر ابن الحاجب الفرعي وتفقه بأبي عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه الجياني وأبي القاسم بن العصير، قرأ عليه التهذيب وعليه تفقه وحفظ المعلقات والحماسة وشعر حبيب وقطعة من شعر المتنبي وسقط الزند، وأخذ العربية عن والده وغيره وعبد المهيمن الحضرمي، وتولى كتابة العلامة عن صاحب تونس ثم توجه لفاس واعتقل عند سلطانها ثم قدم غرناطة وعظمه سلطانها.