فهابته الرعية وانتصف من الظالم، ثم حصل له فالج في شقه الأيسر فأبطل حركته ثم مات.
سمع الحديث على والده وعمه والشيخ أبي عبد اللَّه المطري الموطأ والصحيحين وسنن أبي داود وابن ماجه وغيرها، والشرف الأهبوطي قاضي المدينة وخطيبها الموطأ والبخاري وجامع الأصول والملخص وتآليف الطرطوشي، والشرف الأسواني الشفاء وصحيح مسلم ودلائل النبوّة، والبدري الأقشهري والجمال الدمنهوري وابن جابر الهراوي والشيخ محمد بن عرفة نزيل الحرمين، واجتمع أيضًا بولده العلامة محمد بن محمد بن عرفة في حجة سنة اثنتين وتسعين، وعنده نزل لما جاء للمدينة فعرض عليه مصنفاته، فأشار عليه ابن عرفة بإفراد مقدمة شرحه على ابن الحاجب عن الشرح لينتفع بها على حدتها، فأجاز له جميع مسموعاته ومروياته وتصانيفه، وأجاز له أيضا جميع من تقدم ما يجوز لهم وعندهم.
ومن تآليفه شرح مختصر ابن الحاجب سماه "تسهيل المهمات في شرح جامع الأمهات" كتاب مفيد غاية، جمع فيه كلام ابن عبد السلام وابن راشد وابن هارون وخليل وغيرهم من الشراح، مع التنبيه على مواضع من كلامهم وزوائد من غيرهم مما لا غنى عنه، في ثمانية أسفار، و"تبصرة الأحكام في أصول الأقضية ومناهج الأحكام"، لم يسبق لمثله، وفيها من الفوائد ما لا يخفى و"الديباج المذهب في أعيان المذهب" فيه نيف وثلاثون وستمائة نفس، جمعه من نحو عشرين كتابًا، و"درر الغواص في محاضرة الخواص" لم يسبق لمثله، ألفه ألغازًا في الفقه، مرتبًا على الأبواب و"كشف النقاب الحاجب من مصطلح ابن الحاجب" مقدمة من عرفها سهل عليه مشكلات الكتاب و"إرشاد السالك إلى أفعال المناسك" فيه تنبيهات عزيزة و"المنتخب في مفردات ابن البيطار" في الطب في الأدوية المفردة، ومما لا يكمل "بروق الأنوار" في سماع الدعوى، واختصار تنقيح القرافي سماه "إقليد الأصول" وصل الى الناسخ، وكتاب في الحسبة، وتآليفه في غاية الإفادة لاتساع علمه.