ومنها أنه أصاب الناس جفوف ببجاية فأرسل إلى داره يسوق ماء للفقراء فامتنعت كريمة وانتهرت رسوله فسمع كلامها فقال للرسول قل لها يا كريمة واللَّه لأشربن من ماء المطر الساعة، فرمق السماء بطرفه ودعا ورفع يده به وشرع المؤذن في الأذان، فما ختم أذانه حتى أمطرت كأفواه القرب. توفي بحماة من الشام سنة سبع وثلاثين -اهـ- كلام الغبريني.
ويذكر أن بعض تلاميذه كان مولعًا بالخمر فاعتكف عليها ليلة وسقطت على وجهه زجاجة فأثرت فيه، فلما أصبح جاء إلى الشيخ وفي وجهه أثرها فأنشد مكاشفًا:
قال الذهبي: أبو الحسن الحرالي أندلسي ولد بمراكش، وحرلة قرية من أعمال مرسية، له تفسير فيه أشياء عجيبة لم أتحقق ما تنطوي عليه العقيدة، غير أنه تكلم في وقت خروج الدجال وطلوع الشمس من مغربها ويأجوج ومأجوج، ورأيت شيخنا المجد التنسي يتغالى في تفسيره ورأيت غير واحد معظمًا له، وتكلم جماعة في عقيدته، كان من أعلم الناس.
وقال لنا شرف الدين البارزي: تزوج بحماة وكانت زوجته تؤذيه وتشتمه وهو يبتسم ويدعو لها، وأن رجلًا راهن جماعة على أن يحرجه فقالوا لا تقدر فأتاه وهو يعظ وصاح قائلًا له: كان أبوك يهوديًا فأسلم، فنزل من الكرسي فظن الرجل أنه غضب وأنه تم له ما رامه فوصل إليه فخلع قرظيه عليه فأعطاها له وقال: بشرك اللَّه بالخير لأنك شهدت لأبي بالإسلام- اهـ.
قال بعضهم: ما نقله الذهبي في عقيدته عن بعضهم لا يسلم له لأن الغبريني أعلم به لأن أهل كل قطر أعلم ببعضهم، والموجود من تفسيره من أوله إلى قوله تعالى في آل عمران:{كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ} وهو تفسير حسن، وعليه نسج البقاعي مناسباته، وذكر أن هذا القدر هو الذي وقف عليه منه- اهـ.