للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الكلام على الناس وهو دون العشرين، مات سنة سبع وثمانمائة- اهـ.

قال أبو الطيب بن علوان: هو سيدنا وجه الطبقة ونقطة الدائرة على الاطلاق لجميع الأنام قطب الوجود ونقطة أهل الشهود أبو الحسن ابن سيدنا الإمام القطب أبي عبد اللَّه بن قطب زمانه وأستاذ عصره وأقرانه أبي القاسم محمد الأنصاري أمهات القرشي آباء، حضرت مشاهده كثيرًا وسمعت منه كثيرًا، وحكمه أكثر من أن نأتي عليها.

وسمعت من حكمه قوله: العادة ما فيه حظ للنفوس والعبادة ما كان محضًا للملك القدوس فرب قيام وصيام عادة، ورب طعام ومنام عبادة كونوا أرباب العبادات ولا تكونوا عبيد العادات، فمن ملكته عاداته فسدت عليه عباداته، وقال: الإنكار مانع كنز الأنوار، وقال: من شهد نور الحق ولم يخدمه استخدمته نفسه لمن لم يرحمه، ومن دعائه "رب إني مغلوب فانتصر، واجبر قلبي المنكسر، واجمع شملي المنتشر، إنك أنت الرحمن المقتدر، اكفني يا كافي فأنا العبد المفتقر".

وأما نظمه ونظم والده البديع فكثير، ربما جمعت منه مجلدًا على حروف أبجد من سائر ضروب الشعر، فمن نظمه سنة ثمانمائة بعد ذكره حكاية تلخيصها رؤيته للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو ابن خمس سنين في المكتب فأقرأه سورة والضحى حتى حفظها من فيه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: وعليه قميص قطن يبلغ كمه رسغه قال: فلما كمل سني خمسة وعشرين صليت يومًا الصبح فرأيته -صلوات اللَّه عليه- ولست إذ ذاك بنائم وعليه ذلك القميص فنزعه وألبسنيه ثم ضمني لصدره الشريف قائلًا "وأما بنعمة ربك فحدث"، فقال ارتجالًا:

دَع الحسادَ هَلْكَى في المُحَالِ ... فقد وجبتْ لَكَ الرتبُ العَوَالي

تنعَّمْ أنتَ في دَعَةٍ وكَشْفٍ ... وذَرْهُمْ في التَخَالفِ (١) والجدالِ

إذا أَصبحتَ للرَّحمن فأمنْ ... بعونِ (٢) اللَّه من خوفِ الزَّوالِ

فمثلُكَ لا يخفُّ لمُسْتَفِزٍّ ... ولو نالتْ هواه بالجوالي (٣)

وعرشُ الحيِّ لا يهتزُّ إلا ... لمن مقدارُه في الحبِّ عَالي


(١) م، هـ، د: التجالد.
(٢) في (ج) ص /١٣١/: بعين.
(٣) د، أ = الجدال، وفي هذه الرواية تتكرر القافية قبل سبعة أبيات وهو غير محمود.

<<  <   >  >>