الراعيى والبدر والتنسي والولي السنباطى، وعن أبي الجود الفرائض والحساب عن ابن المجد (١) والعربية عن ابن الهام والشمني وطاهر، وغير هذه العلوم عن القاياتي والشمني والاقصرائي، وحج وجاور وأقرأ هناك في العضد وغيره، ودرس للمالكية بالبرقوقية والأشرفية نيابة، وصار بآخره شيخ المالكية وازدحم عليه الفضلاء حتى صارت حلقته بعد الثمانين من أجل حلق دروس العلم وشرح المختصر والجرومية بشرحين. ولد سنة أربعة عشر وثمانمائة، وتوفي تاسع عشر رجب سنة تسع وثمانين وثمانمائة -اهـ- من الضوء اللامع.
قلت: وشرحه على المختصر وصل فيه من أوله إلى الاعتكاف، ومن البيوع إلى الحجر، وهو حسن جيد العبارة اعتنى بالأجوبة عن اعتراضات البساطي، وذكر تلميذه أبو الحسن المنوفي أنه لو تم لم يكن له نظير- اهـ. وله تعليق على التلقين، على ما قيل، أخذ عنه الإمام زروق ونقل عنه أنه رآه إذا توضأ يغسل تحت حلقه، قال زروق: ولا أدري يفعله لورع أم غيره إلا أنه من العلماء العاملين- اهـ.
وقال في أول شرح الإرشاد: كان شيخنا فقيهًا صالحًا قدوة محققًا ناصحًا، قرأت عليه الإرشاد بالقاهرة سنة ست وثمانين وثمانمائة، وسمعته يقول: إنه جامع لما في الجلاب والرسالة والتلقين بزيادات، مع أن كلًا منهما أكبر منه جرمًا. وتأملته أنا فوجدته قد انتقى أمهات مسائل ابن الحاجب وجواهر درره، وتفصيل مسائله غالبًا في الجواهر- اهـ.
وقال في فهرسته: كان شيخنا السنهوري حافظًا للفقه عارفًا بالنحو والأصول، له شرح الجرومية وشرح المختصر، وهو الآن يصنف فيه، قرأت عليه أوائل المختصر- اهـ.
وقال أبو الحسن المنوفي في حقه: إنه رأس محقق زمانه، وأخذ عنه أيضًا الحطاب الكبير والد شارح خليل والشمس التتائي وغيرهم.