المقري العالم العلم الصدر الأوحد الشهير ابن الشيخ الأجل الفاضل، كان شيخ الشيوخ وأستاذ الأساتذة بالأندلس، إليه انتهت رياسة الفتوى في العلوم، كان أهل رمانه يقفون عندما يُشَار إليه. قرأ بالسبع على الحسن القيجاطي وتفقه عليه في العلوم ولازمه إلى موته وأجازه وعليه اعتمد، وقرأ على أبي جعفر بن الزيات وقاضي الجماعة المحدث أبي عبد اللَّه بن بكر، سمع عليه البخاري وتفقه عليه وقرأ عليه عقيدة المقترح وبعضًا من الإرشاد والتهذيب وأبي محمد بن سلمون وأبي عبد اللَّه الهاشمي الطنجالي، وأجازه ناصر الدين المشذالي وابن عبد الرفيع، والأصولي المحدث أبو عبد اللَّه محمد بن أبي القاسم بن حماد اللبيدي والفقيه الراوية أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن أبي القاسم بن البراء وابن عبد النور والتاج الفاكهاني وفخر الدين بن المنير وأبو حيان والتقى الصائع في جماعة. مولده عام أحد وسبعمائة، وتوفي في ذي الحجة متم عام اثنين وثمانين- اهـ.
وكذا ذكر مولده ووفاته تلميذه المنتوري في فهرسته فقال: شيخنا الأستاذ الخطيب المقري المتفنن المفتي، وهو أعلم به من ابن حجر، فإنه ذكر أن وفاته سنة ثلاث وثمانين، واللَّه أعلم. قال ابن حجر: أخذ عنه شيخنا إجازة قاسم بن علي المالقي وصنف كتابًا في الباء الموحدة- اهـ.
قلت: وبالجملة فهو من أكابر علماء المذهب المتأخرين ومحققيهم فمن له درجة من الاختيار في الفتوى إلى التحقيق بالعلوم والقيام التام على الفنون، قال المواق: شيخ الشيوخ أبو سعيد الذي نحن على فتاويه في الحلال والحرام- اهـ.
وله اختيارات خارجة عن مشهور المذهب، وقلّ بالأندلس في وقته من أئمتها الجلة من لم يأخذ عنه، ومن أكابرهم الإمام الشاطبي وأبو عبد اللَّه الحفار وابن بقي وابن الخشاب وأبو محمد محمد بن جزي وابن الخطيب السلماني والحافظ ابن علاق والأستاذ أبو عبد اللَّه القيجاطي والكاتب ابن زمرك في خلق كثير من الأئمة، ومن الطبقة الثانية أبو يحيى بن عاصم