وقال أبو زكريا السراج في فهرسته: شيخنا الفقيه القاضي الخطيب البليغ الأستاذ المقري العالم الحدث المسند الراوية المكثر المحقق المتخلق سليل العلماء ونتيجة البررة الأولياء ابن الشيخ الفقيه الجليل السنن السني الصالح الزاهد الخاشع الحسيب أبي بكر بن الشيخ الأستاذ المحدث الرحال الناقد الراوية الشهير المتبرك به أبي إسحاق، كان شيخًا محدثًا حافظًا متفننًا متمسكًا بطريق القوم، مؤثرًا لها حسن التلاوة طيب النغمة بالقراءة مع خشوع وبكاء، حسن المجالة مليح المداعبة، صدرًا في عدول القضاة وأئمة الرواية، من ذوي الأحساب الطاهرة الأصلية والبيوت الرفيعة الجليلة.
رحل في طلب العلم قديمًا وحديثًا وحصل من المعقول والمنقول بغية أربه، طلع بالأندلس شمسًا منيرة ونزع باجتهاده في المعارف والروايات إلى مناحيه الشهيرة، أخذ عن عمه الفقيه الحدث أبي القاسم محمد والخطيب أبي الحسن بن أبي العيش وأبي جعفر اللورقي وابن الزبير والقاضي ابن فركون ابن رشيد وأبي الحسن القيجاطي والقاضي ابن بكر وابن أبي العاصي وأبي محمد بن سلمون وابن الكماد وابن الفخار الأركشي وأبي الحسن عبيد اللَّه بن منظور وأبي عبد اللَّه الهاشمي والقاضي ابن البنا الهمداني المالقي وأبي إسحاق الغافقي وابن حريث، والفقيه المحدث الرحلة المحقق أبي القاسم التجيبي والعلامة أبي القاسم بن الشاط وابن هانيء والفقيه الصالح أبي بكر المتفنن أبي العباس أحمد بن محمد بن عثمان بن البنا العددي والخطيب أبو غربون والناصر المشذالي في خلق كثيرين، وله سماع كثير، ولم ألق في هذه الطريقة أكبر منه ولا أعلم منه بهذا الشأن- اهـ.
قال الحضرمي: كان على جلالته وتبحره في فنون المعارف شاعرًا مفلقًا وأديبًا بارعًا وخطيبًا مفوهًا مصنفًا، له ديوان كبير سماه "العذب والأجاج من شعر أبي البركات ابن الحاج" أتى فيه بالعجب العجاب، أنشدني لنفسه كثيرًا، ومما أنشدني في التحذير من بذل الوجه للناس لغيره: