هكذا أصبت هذه الترجمة في بعض المجامع بخزانة جامع الشرفاء بمراكش، وقال ابن الخطيب في الإحاطة في ترجمته: له أبوة صالحة وأصالة زاكية قديم الطلب ظاهر التخصيص مفرط الوقار صدر الصدور في الوثيقة والأدب فاضل النفس جميل العشرة مديد الباع في الأدب شاعر مجيد كاتب بليغ، علم من أعلام المشيخة، قدمه السلطان العالم أبو عنان لقضاء حضرته اختصه واشتمل عليه فعرف حقه وتردد للأندلس سفيرًا فذاع فضله وعلم قدره -اهـ- ملخصًا.
قال أبو زكرياء السراج في فهرسته: شيخنا الفقيه الخطيب البليغ المدرس العالم العلم المتفنن الصدر الأوحد قاضي الجماعة، كان عالمًا بالفقه مشاركًا في غيره من العلوم مسددًا في الفتاوى عارفًا بأخذ الشروط، له حظ وافر من الرواية شاعر مجيد وكاتب بليغ، حسن المعاملة للطلبة مستحسنًا لأبحاثهم متممًا لنقصها مغضيًا متغافلًا عمن يورد ما لا يحسن، صدرًا في القضاة ذا سمت فيه، لم أر بعده من يشبهه منهم ولا من ينحو نحوه، أخذ عن الأستاذ أبي الحسن بن سليمان والشيخ الصدر وحيد عصره ونسيج دهره قاضي الجماعة ابن عبد الرزاق، سمع عليه الترمذي وعن الإمام السطي والصدر المحقق أبي عبد اللَّه بن آجروم والحافظ الناقد المحقق أبي زكرياء ابن واثق والفقيه الخير العالم أبي عبد اللَّه الرندي والخطيبين أبي عبد اللَّه الطنجالي وأبي جعفر الزيات والمحدث ابن جابر الوادي آشي وعبد المهيمن الحضرمي -اهـ- ملخصًا.
وقال ابن الخطيب القسنطيني: شيخنا قاضي الجماعة، له عقل وسمت لم يكن لغيره من القضاة وله مجلس جليل في العلم، توفى سنة تسع وسبعين وسبعمائة، أخذ عن شيخنا القباب- اهـ.
قلت: وله تأليف في الوثائق مشهور مليح وكلام في الدعاء بعد الصلاة على الهيئة المعهودة، رد عليه فيه الإمام أبو يحيى بن عاصم الشهير في تأليفه الذي رد فيه على شيخ الشيوخ ابن لب، منتصرًا للإمام الشاطبي.