ولصاحب الترجمة جواب عن سؤال الإمام البدر الدماميني عن المحليين من كلام الكشاف أحدهما في قوله تعالى:{إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ} الآية، والثاني في قوله تعالى:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}، وقد ذكرهما معًا مع جوابه عليهما الحافظ السخاوي في ترجمة القاضي محب الدين بن الشحنة، وتركته لتصحيف في النسخة فراجعه.
ثم قال السخاوي: ومن تآليفه، فذكر ما تقدم وزاد قائلًا: منها مقدمة على مقاصد الشامل في علم الكلام وآخر في أصول الدين، وفي العربية وكتب على مفردات ابن البيطار، وله شرح قصة الخضر وشرح الدريوية في العربية ورسالة في المفاخرة بين مصر والشام بديعة، وتقريظ على الرد الوافر لابن ناصر حافظ الشام، ونسب ابن تيمية ولمح فيه بالحط على العلاء البخاري وشرح التائية لابن الفارض وغيرهما.
وله نظم ونثر من قبيل المقبول، فمن نظمه عقب رجوعه من المجاورة لمكة:
وعشاق ليلى بين باك وصارخ ... وأحسن مصروع بوصل يمتع
وآخر في السر الإلهي متيم ... تغوص به الأمواج حينًا وترفع
في أبيات، وكان يضربه القولنج وينقطع لأجله أيامًا ثم يسكن ويفيق فثار به ثم عوفي وحضر سماع الحديث وسلم على السلطان وسرّ بعافيته، ثم في ثالثة حضر عند مجلس بالصالحية وكتب على الفتاوى إلى يوم الخميس ثار عليه الوجع آخر النهار فصرع وغشي عليه، ثم مات ليلة الجمعة ثالث عشر رمضان سنة اثنين وأربعين وصلى عليه الحافظ ابن حجر إمامًا، واستقر بعده في القضاء البدر التنسي وفي القمحية ولداه وفي المشيخة الناصرية فرج أصغرهما، وفي البرقوقية ابن عمار.
ورثاه الشهاب ابن أبي مسعود المنوفي بقوله:
مات قاضي القضاة يا علم فاهجع ... واطو من بعده بساط البساطي