التنبيه أخذه الفقيه أبو زيد عبد الرحمن المعروف بالمقلاشي فوزن فيه أشياء وأعرب فيه أشياء فأتي به الشيخ وقال له: يا سيدي إني أصلحت سهوك فقال له الشيخ: هذا السهو يقال له سهو المقلاش، وأما سهوي فهو أن الفقراء إنما ينظرون فيه إلى المعنى، ومن أين العربية والوزن لمحمد الهواري بل سهوي يبقى على ما هو عليه- اهـ.
قال ابن الأزرق: وفي مراعاة هذا المعنى على الجملة أنشد غير واحد:
وما ينفع الإعراب إن لم يكن تقى ... وما ضر ذا تقوى لسان معجم
- اهـ.
وذكر أبو عبد اللَّه الملالي أن شيخه أبا الحسن التالوتي كان كثير المطالعة لكتاب السهو والتنبيه للهواري كل يوم، ورأيت بخطه ما نصه: ضمن مؤلفه، رحمه اللَّه، لكل من قرأ سهوه واعتنى به أن لا يجوع ولا يعري ولا يعطش وأنه ضامنه في الدنيا والآخرة، كذا نص عليه في التنبيه الذي جعله في فضل السهو من سيدي إبراهيم التازي، ورأيناه يختم السهو بالنظر في كل يوم للتبرك غير مرة- اهـ.
وذكر أيضًا أن هذا السهو جعله المؤلف للأولاد ولم يتعرض لوزن شعر ولا عربية فإياك والاعتراض، تأمل واقرأ تنتفع، كذا سمعناه من سيدي إبراهيم التازي- اهـ.
وقال بعضهم: كان الشيخ آية اللَّه في فنونه ومكاشفاته، ومن كراماته أن بعض العرب ومفسديهم أخذ مال بعض أصحابه فبعث فيه الشيخ إليه، فأخذ رسوله فقيده وحبسه حين أغلظ القول، فبلغ الخبر الشيخ فقام من مجلسه وقد اسود وجهه لشدة غضبه، قال سيدي إبراهيم التازي: فلما دخل خلوته سمعته يقول: مفرطخ مفرطخ يكرره مرارًا، ففي الوقت قام الظالم يلعب بخيله في بعض عرسهم، فلما حرك خيله والناس ينظرون فإذا رجل أبيض الثياب أخذه على فرسه وضربه بالأرض أسرع من طرفة عين فإذا هو ميت بلا روح مفرطخ دخل رأسه في جوفه من شدة ضربه منكسًا فأطلقت أمه رسول الشيخ وقالت