وقال أبو العباس الونشريسي: هو شيخ شيوخنا، له قدم راسخ في البيان والتصوف والأدبيات والشعر والطب، وهو أول من أدخل للمغرب شامل بهرام وشرح المختصر له وحواشي التفتازاني على العضد وابن هلال على ابن الحاجب الفرعي وغيرها من الكتب الغريبة، وتوفي عام خمسة وأربعين وثمانمائة- اهـ.
وذكره القلصادي في رحلته فقال: حضرت مجلسه وكان فقيهًا إمامًا صدرًا عالمًا بالعقول- اهـ.
قلت: وله كلام وأبحاث في التفسير تكلم فيها مع الإمام المقري في مسائله التفسيرية مفيدة كتبتها فِى غير هذا الموضوع مع ما كتبت من فوائده التفسيرية، وأخذ عنه محمد بن مرزوق الكفيف، ووصفه شيخنا الإمام العالم النظار الحجة أبو الفضل ابن الإمام.
وممن أخذ عنه بالشرق التقي الشمني شارح المغني وذكر ما نصه: حدثنا شيخنا العلامة أبو الفضل ابن الإمام التلمساني إجازة إن لم يكن سماعًا قال أخبرنا شيخنا القاضي سعيد العقباني قال: اجتمعت بمدينة مراكش بيهودي يشتغل بالعلوم فقال: ما دليلكم على عموم رسالة نبيكم؟ قال قلت قوله:"بعثت للأحمر والأسود" فقال لي: هذا خبر آحاد لا يفيد إلا الظن والمطلوب في المسألة القطع فقلت له قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ} فقال: هذا لا يكون حجة إلا على من يقول بصحة تقدم الحال على صاحبها المجرور، وأنا لا أقول بصحته- اهـ.
قال الشمني: ويجاب بعد قيام البراهن القاطعة على رسالة نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- كما هو مذكور في الكتب بأن هذا الحديث وإن كان آحادًا في نفسه متواتر معنى لأنه نقل عنه -صلى اللَّه عليه وسلم- من الأحاديث الدالة على عموم رسالته ما بلغ القدر المشترك منه التواتر وأفاد القطع وإن كانت تفاصيله آحادًا كجود حاتم وشجاعة علي- اهـ هذا ما قال فتأمله.
قلت: والحجة القاطعة في ذلك قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} فهو نص قطعي ولعلهم لم يستحضروه، وللَّه الحمد.