للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الظُلَمُ الحُلْكُ علي نُورِهَا (١) ... تدلُّ والعسرُ بيسرٍ بُدالْ

والسيفُ قد يصدأْ في غمدِهِ ... ثم يُجِليِّ صفحتيه الصقالْ

والشمسُ بعدَ الغيمِ تُجْلَى كَمَا ... للغيثِ بعدَ القنوطِ انهمالْ

والفرجُ الموهوبُ تجري بِهِ ... لطائفُ لم تجرِ يومًا ببالْ

فصابِرِ الدَّهرَ بحاليهِ مِنْ ... حُلُوٍ ومُرٍّ واعتَدَا واعتدالْ

فما لَهُ صَبْرٌ على حالةٍ ... وإنَّما الصبرُ حُليُّ الرِّجالْ

ولا يضقْ صدرُكَ من أزمةٍ ... ضاقتْ فصنعُ اللَّه رحبُ المجالْ

وله أيضًا:

لما اختفت شمسك عن ناظري ... أرسلت منه مطر الدمع

وأقبلت ظلمة ليل النوى ... فما ترى في رخصة الجمع

حكاية:

ذكر أنه لما صرف الفقيه أبو الفضل ابن جماعة عن رياسة الكتابة بغرناطة إلى قضاء الجماعة بها وولي مكانه صاحب الترجمة أبو عبد اللَّه الشران لقي بعض رؤساء الدولة ابن جماعة يومًا فقال له: إن السر الذي عهدناه في الحضرة غاب عنها بغيبتك فقال له: وكيف لا وقد تركتم الفضل المجموع وأخذتم الشر المكرر، ثم إن ابن جماعة كان عنده أعذار فدعا أعيان البلد ولم يدع الشران فكتب إليه الشران:

ماذا أعدَّ المجد مِن أعذارهِ ... في ترك دعوتنا الى إعذاره

إنْ كانَ رسم دون محضرنا اكتفى ... لا بد أن يبقى على أَعذاره

قال الحافظ التنسي بعد نقله ما تقدم: والشران المذكور ممن له باع مديد في الشعر وتصرف حسن- اهـ.


(١) الكفاية د: ضوئها.

<<  <   >  >>