يوسف الصناع وغيرهم، وأخذ عنه جماعة كالشيخ أحمد الدقون وأبي الحسن الزقاق وأحمد بن داود وغيرهم.
والموّاق بفتح الميم وشد الواو وآخره قاف، قال الشريف محمد بن علي الحسنِ في شرح الشفا في وصفه: الإمام العالم العامل العلامة الخطيب، كان حافظًا للمذاهب ضابطًا لفروعها مضطلعًا عليها من خباياها- اهـ.
توفي، كما رأيته بخط الأندلسيين، في شعبان سنة سبع وتسعين وثمانمائة عن سن عالية، وأخبرني صاحبنا أبو عبد اللَّه القصار مفتي فاس اليوم أنه لما استولى النصاري على غرناطة، دمرهم اللَّه، وجدوه بها وهو حي فسألوا عمن هو المقدم بها في العلم فأشير بالمواق فأمروا بإحضاره عندهم فامتنع فكلمه الناس فحضر عند وزير الطاغية فبسط الوزير له يده فقبلها المواق، رحمه اللَّه، فلما خرج من عنده أنكره الناس عليه، فلم تلبث يد الوزير الكافر المقبلة أن تورمت وتوجع منها فأمر برد المواق إليه وطلب منه الدعاء- اهـ.
قلت: ودخول النصارى غرناطة في أوائل سنة سبع وتسعين وثمانمائة. وله تآليف منها شرحاه على مختصر خليل الكبير، سماه التاج والاكليل والمختصر من مسودة وهما متقاربان في الجرم يزيد كل على الآخر في بعض المواضع، نحا طريقًا انفرد به وهو الاقتصار على عزو مسائل الأصل ونقل فقهه من أصول المذهب بما يوافقه أو يخالفه من غير تعرض لألفاظه البتة بحيث إن لم يقف على نص مسألة خليل بيض لتلك القولة، وهما في غاية الجودة في تحرير النقول مع الاختصار البالغ، وقد تتبعت أنا حاشية الشيخ ابن غازي فوجدته يعتمد فيها على المواق ويتكلم فيها أحيانًا على المواضع التي بيض لها المواق، وعلى المواضع التي أشار المواق لاستشكالها، وربما ذكر بعض إصلاحاته وعزاه لبعضهم واللَّه أعلم.
ومنها كتاب سنن المهتدين في مقامات الدين نحا فيها منحى الأستاذ ابن لب في طلب التأويل لكثير من المحدثات وتكلم فيها على آية {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا} في تسع مقامات ترقيًا وتدليًا بكلام حسن أبان فيه عن معرفته بالفنون أصولًا وفروعًا وتصوفًا وغيرها، وفيه مسائل وفوائد وأرسله لمفتي تونس