للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

نشأ خيرًا مباركًا فاضلًا صالحًا، أخذ، كما قال تلميذه الملالي، عن جماعة منهم والده المذكور والشيخ العلامة نصر الزواوي والعلامة محمد بن توزت والسيد الشريف أبو الحجاج يوسف بن أبي العباس بن محمد الشريف الحسني أخذ عنه القراءات، وعن العالم المعدل أبي عبد اللَّه الحباب علم الاسطرلاب وعن الإمام محمد بن العباس الأصول والمنطق، وعن الفقيه الجلاب الفقه وعن الولي الكبير الصالح الحسن أبركان الراشدي حضر عنده كثيرًا وانتفع به وببركته، وكان يحبه ويؤثره ويدعو له، فحقق اللَّه فيه فراسته ودعوته، وعن الفقيه الحافظ أبي الحسن التالوتي أخيه لأمه الرسالة، وعن الإمام الورع الصالح أبي القاسم الكنابشي إرشاد أبي المعالي، والتوحيد عن الإمام الحجة الورع الصالح أبي زيد الثعالبي الصحيحين وغيرهما من كتب الحديث، وأجازه ما يجوز له، وعنه وعن الإمام العالم العلامة الولي الزاهد الناصح إبراهيم التازي ألبسه الخرقة وحدثه بها عن شيوخه وبصق في فمه، وروى عنه أشياء كثيرة من المسلسلات وغيرها، وعن العالم الأجل الصالح أبي الحسن القلصادي الأندلسي الفرائض والحساب وأجازه جميع ما يرويه وغيرهم، وكان آية في علمه وهديه وصلاحه وسيرته وزهده وورعه وتوقيه.

جمع تلميذه الملالي في أحواله وسيره وفوائده تأليفًا كبيرًا في نحو ستة عشر كراسًا من القالب الكبير، واختصرته في جزء نحو ثلاثة كراريس فلنذكر هنا طرفًا من ذلك، قال: له في العلوم الظاهر أوفر نصيب جمع من فروعها وأصولها السهم والتعصيب، لا يتحدث في فن إلا ظن سامعه أنه لا يحسن غيره سيما التوحيد والعقول، شارك غيره فيها وانفرد بعلوم الباطن بل زاد على الفقهاء، مع معرفة حل المشكلات سيما التوحيد، لا يقرأ علم الظاهر إلا خرج منه لعلوم الآخرة سيما التفسير والحديث لكثرة مراقبته للَّه تعالى، كأنه يشاهد الآخرة، سمعته يقول: ليس علم من علوم الظاهر يورث معرفته تعالى ومراقبته إلا التوحيد، وبه يفتح في فهم العلوم كلها، وعلى قدر معرفته يزداد خوفه، تعالى- اهـ.

وانفرد بمعرفته إلى الغاية، وعقائده كافية فيه خصوصًا الصغرى لا

<<  <   >  >>