علمائها الجلة، أخذ عن الأئمة أبي الفضل بن مرزوق وقاسم العقباني وابن الإمام، والإمام الأصولي محمد الفخار والولي إبراهيم التازي والإمام ابن العباس وغيرهم، واشتهر علمه حتى لقد ذكر عن الشيخ أحمد بن داود الأندلسي أنه سُئل حين خرج من تلمسان عن علمائها فقال: العلم مع التنسي والصلاح مع السنوسي والرياسة مع ابن زكري، واللَّه أعلم بصحته، ووصفه ابن داود المذكور فيما رأيته بخطه: شيخنا بقية الحفاظ قدوة الأدباء العالم الجليل ابن الإمام العلامة أبي محمد- اهـ.
وله تآليف منها: نظم الدرر والعقبان في دولة آل زيان، وتأليف في الضبط وراح الأرواح، وسمعت أن له تعليقًا على فرعي ابن الحاجب وجواب مطول عن مسألة يهود توات أبان فيه عن سعة الدائرة في الحفظ والتحقيق وأثنى عليه عصريِّه الإمام السنوسي غاية، فمما قال: لقد وفق لإجابة المقصد وبذل وسعه في تحقيق الحق وشفا غليل أهل الإيمان في المسألة، وما بالى لقوة إيمانه ونصوع إلقانه بما يشير إليه الوهم الشيطاني، الشيخ الإمام القدوة علم الأعلام الحافظ المحفق أبو عبد اللَّه التنسي، جزاه اللَّه خيرًا، قد أمد لإبانة الحق ونشر أعلامه النفس، وحقق نقلًا وفهمًا وبالغ فأبدى من نور إيمانه الماحي ظلمة الكفر أعظم قبس -اهـ- ملخصًا.
أخذ عنه جماعة كالعلامة أبي عبد اللَّه بن صعد والخطيب ابن مرزوق السبط وابن العباس الصغير، قال: لازمت مجلس الفقيه العلم الشهير سيدي التنسي عشرة أعوام وحضرت إقراءه تفسيرًا وحديثًا وفقهًا وعربية وغيرها- اهـ.
والشيخ بالقاسم الزواوي وعبد اللَّه بن جلال وغيرهم. في وفيات الونشريسي توفي الفقيه الحافظ التاريخي الأديب الشاعر أبو عبد اللَّه التنسي في جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وثمانمائة- اهـ. ونقل عنه عدة فتاوى في معياره.