إليه الوهم الشيطاني من مداهنة من يتقي شوكته سوى الشيخ الإمام القدوة الحافظ المحقق علم الأعلام أبي عبد اللَّه محمد بن عبد الجليل التنسي، أمتع اللَّه به، إلى آخر كلامه المتقدم بعضه.
وممن أجاب في المسألة الرصاع مفتي تونس وأبو مهدي الماواسي مفتي فاس وابن زكري مفتي تلمسان والقاضي أبو زكرياء يحيى ابن أبي البركات الغماري وعبد الرحمن بن سبع التلمسانيان، وحين وصل جواب التنسي ومعه كلام السنوسي لتوات أمر صاحب الترجمة جماعته فلبسوا آلات الحرب وقصدوا كنائسهم وأمرهم بقتل من عارضهم دونها فهدموها، ولم يتناطح فيه عنزان ثم قال لهم: من قتل يهوديًّا فله على سبع مثاقيل وجرى في ذلك أمور، فنظم في تلك القضية قصائد في مدح النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وذم اليهود ومن ينصر اليهود.
ثم دخل بلاد أهر ودخل بلاد تكدة واجتمع بصاحبها وأقرأ أهلها وانتفعوا به ثم دخل بلاد كنو وكشن من بلاد السودان واجتمع بصاحب كنو واستفاد عليه وكتب رسالة في أمور السلطنة يحضه على اتباع الشرع وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، وقرر لهم أحكام الشرع وقواعده.
ثم رحل لبلاد التكرور فوصل إلى بلدة كاغو واجتمع بسلطانها ساسكي محمد الحاج وجرى على طريقته من الأمر بالمعروف وألف له تأليفًا أجابه فيه عن مسائل وبلغه هناك قتل ولده بتوات من جهة اليهود فانزعج لذلك وطلب من السلطان قبض أهل توات الذين بكاغو حينئذ فقبض عليهم، وأنكر عليه سيدنا أبو المحاسن محمود بن عمر إذ لم يفعلوا شيئًا، فرجع عن ذلك وأمر بإطلاقهم ورحل لتوات فأدركته المنية بها فتوفى هناك سنة تسع وتسعمائة.
ويقال: إن بعض ملاعين اليهود أو غيرهم مشى لقبره فبال عليه فعمى مكانه، وكان، رحمه اللُه، مقدامًا على الأمور جسورًا جريء القلب فصيح اللسان محبًا في السنة جدليًا نظارًا محققًا.
له تآليف منها: البدر المنير في علوم التفسير ومصباح الأرواح في أصول الفلاح كتاب عجيب في كراسين أرسله للسنوسي وابن غازي فقرظاه، وشرح