للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

النيجي والفقيه القوري وغيرهما ممن ذكره في برنامجه، أنفق عمره في طلب العلم وإقرائه والعكوف على تقييده ونشره، ألف في القراءات والحديث والفقه والعربية والفرائض والحساب والعروض وغيرها تآليف نبيلة، ولى خطابة مكناسة ثم بفاس الجديدة ثم الخطابة والإمامة بجامع القرويين آخرًا ولم يكن في عصره أخطب منه، وكان يسمع في كل شهر رمضان صحيح البخاري وله عليه تقييد نبيل.

وتخرج بين يديه عامة طلبة فاس وغيرها، رحل الناس للأخذ عنه وتنافسوا فيه، كان عذب المنطق حسن الإيراد والتقرير فصيح اللسان عارفًا بصنعة التدريس ممتع المجالسة جميل الصحبة سري الهمة نقي الشيبة حسن الأخلاق والهيئة عذب الفكاهة معظمًا عند الخاصة والعامة، حضرت مجالس إقرائه تفسيرًا وحديثًا وفقهًا وعربية وغيرها وكلها في غاية الاحتفال وانتفعت به.

وبالجملة فهو آخر المقرئين وخاتمة المحدثين لم يزل باذل النصيحة للمسلمين محرضًا لهم في خطبه ومجالس إقرائه على الجهاد والاعتناء بأموره، حضر فيه بنفسه مواقف عديدة ورابط مرات كثيرة وخرج في آخر عمره لقصر كتامة للحراسمة فمرض ورجع لفاس فاستمر به إلى أن توفى اثر صلاة الظهر يوم الأربعاء تاسع جمادى الأولى سنة تسع عشرة وتسعمائة ودفن في عدوة فاس الأندلس صبح يوم الخميس واحتفل الناس بجنازته عظيمًا، حضرها السلطان ووجوه دولته فمن دونه، وتبعه ثناء حسن جميل وتأسفوا عليه عظيمًا -اهـ- من خط من نقله من خط عبد الواحد الونشريسي.

قلت: وممن أخذ عنه ابن العباس الصغير وأحمد الدقون والمفتي علي ابن هارون في خلق لا يحصون، وأما تآليفه فمنها شفاء الغليل في حل مقفل خليل بيَّن فيه هفوات وقعت لبهرام ومواضع مشكلة من المختصر أجادها ما شاء من أحسن الموضوعات عليه، متداول شرقًا وغربًا، وتكميل التقييد وتحليل التعقيد على المدونة كمل به تقييد أبي الحسن الزرويلي وحل مشكل كلام ابن عرفة في مختصره في ثلاثة أسفار كبار، سمعت أن بعض معاصريه الفاسيين يقول: أما

<<  <   >  >>