طلب العلم نابذًا للراحة والرفاهية مازال يدرس حتى مات لا يتكلف في لباسه وطعامه وشأنه كله، حريصًا على نشر العلم لا يمنع كتابًا من الطلبة.
قرأ على الإمام ابن غازي قليلًا وعلى الفقيه يحيى السوسي الفقه والأصلين وعلى الفقيه أبي العباس الزقاق مختصر خليل والألفية والتفسير والحديث وغيرها، وعلى الأستاذ أبي عمران الزواوي لازمه كثيرًا، وعلى المفتيين ابن هارون وعبد الواحد الونشريسي والمحدث سقين العاصمي لازمه، والإمام الصالح المتفنن أبي العباس الحباك قرأ عليه تفسير ابن عطية وقال: ما أدركت أورع منه، ثم اشتغل بالتصوف وصحبة الصالحين فحسنت أخلاقه وكثرت صدقاته وحرصه على الخير كثير البكاء سريع الدمعة، ثم ارتحل فلقي بتلمسان جماعة كالفقيه الفتي الكبير الصالح محمد بن موسى والإمام المتفنن أبي عثمان سعيد المنوي وبقسنطينة فقيهها العالم المحقق المتفنن الصالح عمر الوزان والفقيه الأصولي المتفنن محمد العطار.
كان قائمًا على الطوالع وبتونس إمام المعقولات ماغوش وقاضيها أبي العباس أحمد سليطين والمعقولي الصوفي محمد الحويحب والفقيه الشريف ابن علي والفقيه القاضي أبي القاسم البركشي وخطيبها ومفتيها أبي محمد حسن الزلديوى والفقيه الأصيل أبي عبد اللَّه بن عبد الرفيع، له قدم في المنطق وأبي عبد اللَّه البياشي.
كان غاية في تقرير أصلي ابن الحاجب فأخذ عنهم وبمصر عن الأخوين الفقيهين شمس الدين وناصر الدين اللقانيين عام أحد وثلاثين والفقيه المفسر الصوفي أبي الحسن البكري والشيخ البحيري، وبمكة الشيخ ملا عبد الرحمن العجمي والشيخ الصالح محمد الحطاب والفقيه المتفنن عبد العزيز اللمطي، ثم رجع لفاس سنة اثنين وثلاثين فدرّس بها، وكان يطيل الدرس بالنقل والبحث، ثم حصل له كلل وملل.
كان متواضعًا يحضر مجالس أقرانه، لازمته نحو إحدى عشرة سنة فأخذت عنه الفقه والأصلين والنحو والبيان والحديث والتفسير حتى توفي ليلة