العباس أحمد بن محمد المالقي قاضي أغمات، توفى بمراكش عام أربعة وعشرين وسبعمائة، ومولده لسبعة وأربعين وستمائة. ورأيت بخط شيخنا أبي البركات أنه رأى في بعض التقاييد أن الأستاذ أبا العباس ابن البنا المراكشي توفى في سادس رجب عام أحد وعشرين وسبعمائة، فلا أدري هو هذا أو مشاركه فيما ذكر، وقيل: مولده عام تسعة وثلاثين، والأول أصح، وكان أبو العباس هذا وقورًا صموتًا متواضعًا فاضلًا متفننًا في العلوم، مصنفًا في أنواعها حسن الإلقاء لها، ولي تقييد في سيره وأخباره.
وثم ابن البناء الكاتب المشهور الوجيه الشبيلي، وهو أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن العبيدي، له مكان معروف عند ولاة اشبيلية، مع براعة الكتابة وحسن الخط وجودة الضبط، توفي بسبتة خامس شوال سنة ست وأربعين وستمائة- اهـ -كلام الحضرمي ولفظه.
ابن الخطيب القسنطيني: كان شيخ شيوخنا الشيخ الصالح أبو العباس ابن البنا العددي المتوفى عام إحدى وعشرين، يقصد أبا زيد الهزميري في مشكلات السائل من هندسة وغيرها. قال: وأجد الزحام عليه فأسمع جوابي في طرف الحلقة وأنصرف بلا سؤال. وحدثني غير واحد من الأعلام أن انتفاعه في علومه ومنزلته دينًا ودنيًا إنما كان من بركة الهزميري، لأنه بلغ النهاية في دينه.
وحدثني قاضي الجماعة بمراكش أبو زيد المعروف، طالب عافية: أنه أراد قراءة العروض عليه وشك في معرفته إياه قال: فدخلت عليه وهو في الحلقة وأنا قلق من ذلك فسمعته رافعًا صوته وهو يقول مثل قول العروضيين كذا وتكلم في العروض، فعلمت أنه معي.
وحدثني القاضي أبو محمد اللوربي قال: خرج أبو عبد اللَّه الكومي المراكشي وهو من الفضلاء المشهورين بالخير والصلاح بمراكش لزيارة الفقيه البقوري صاحب إكمال الإكمال قال: فوجدته بين كتبه وعليه مرقعة والأعراق (١)
(١) يريد جمع (عَرَق). وهو خطأ. لأن (عَرَق) اسم جمع ليس له واحد من لفظه.