للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مجلسه للرجال، وألّف ولدهما أبو عبدالله محمد في ترجمتها كتابه الطريفة والتالدة في مناقب الشيخ الوالد والشيخة الوالدة.

ونبغت في نظم الشعر السيدة مريم الشقراوية الشنجيطية، واشتهرت به وكانت تمدح أكابر العلماء ويمدحونها حتى بكتها أحد الشيوخ فأمسكت.

وفي ميدان التعليم الأولي كان هناك معلمات يقمن بتعليم البنات والأولاد الصغار الكتابة والقراءة والقرآن الكريم ومبادئ العلوم الضرورية، فلم يكن يخلو حي من أحياء المدن الكبيرة من «دار فقيهة» تعتبر بمثابة مدرسة أولية، ولقد أدركنا نحن منها العشرات مما يدل على ما كانت المرأة المغربية تقوم به من دور عظيم في نشر المعرفة وتثقيف النشء.

وهناك نوع آخر من التعليم وهو التربية الدينية، وكان للنساء بها اهتمام كبير، إذ كان بعضهن ينتصبن لتلقين النساء المتقدمات في السن واجباتهن الدينية، ويندبنهن إلى التوبة ويعلمنهن بعض الأدعية والأذكار مما يقوم به شيوخ التصوف، وقد أدركنا نحن الكثيرات من السيدات اللائي كن ينهضن بهذه المهمة الروحية خير نهوض، وبذلك كان النساء على جانب عظيم من العفاف والطهارة وحسن التبعل، وكانت السعادة الزوجية تغمر البيت والأسرة والمجتمع بالرضى والطمأنينة والحبور، ولله عاقبة الأمور.

<<  <  ج: ص:  >  >>