للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللهم إنا نسألك توبة سابقة منك إلينا لتكون توبتنا تابعة إليك منا، وهب لنا التلقي منك كتلقي آدم منك الكلمات، ليكون قدوة لولده في التوبة والأعمال الصالحات، وباعد بيننا وبين العناد والإصرار، والشبه بإبليس رأس الغواة وأجعل سيئاتنا سيئات من أحببت، ولا تجعل حسناتنا حسنات من أبغضت، فالإحسان لا ينفع مع البغض منك، والإساءة لا تضر مع الحب منك، وقد أبهمت الأمر علينا لنرجو وتخاف فآمن خوفنا ولا تخيب رجاءنا، وأعطنا سولنا فقد أعطيتنا الإيمان من قبل أن نسألك، وكتبت وحببت وزينت وكرهت وأطلقت الألسن بما به ترجمت، فيعم الرب أنت، فلك الحمد على ما أنعمت فأغفر لنا ولا تعاقبنا بالسلب بعد العطاء، ولا بكفران النعم وحرمان الرضى، اللهم رضنا بقضائك، وصبرنا على طاعتك، وعن معصيتك، وعن الشهوات الموجبات للنقص والبعد عنك، وهب لنا حقيقة الإيمان بك، والتوكل عليك، حتى لا نخاف غيرك، ولا نرجو غيرك، ولا نحب غيرك، ولا نعبد شيئاً سواك، وأوزعنا شكر نعمائك، وغطنا برداء عافيتك، وأنصرنا باليقين والتوكل عليك، وأسفر وجوهنا بنور صفاتك، وأضحكنا وبشرنا يوم القيامة بين أوليائك، وأجعل يدك مبسوطة علينا وعلى أهلينا وأولادنا ومن معنا برحمتك، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك، يا نعم المجيب، يا من هو في علوه قريب يا ذا الجلال والإكرام، يا محيطاً بالليالي والأيام، أشكو إليك من غم الحجاب، وسوء الحساب،

<<  <  ج: ص:  >  >>