للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشدة العقاب وإن ذلك لواقع، ما له من دافع، إن لم ترحمني لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، ولقد شكا إليك يعقوب فخلصته من حزنه، ورددت عليه ما ذهب من بصره، وجمعت بينه وبين ولده، ولقد ناداك نوح من قبل فنجيته من كربهً، ولقد ناداك أيوب من بعد فكشفت ما به من ضره، ولقد ناداك يونس فنجيته من غمه ولقد ناداك زكرياء فوهبت له ولداً من صلبه، بعد يأس أهله وكبر سنه، ولقد علمت ما نزل بإبراهيم فأنقذته من نار عدوه، وأنجيت لوطاً وأهله من العذاب النازل بقومه، . . فها أنا ذا عبدك إن تعذبني بجميع ما علمت فأنا حقيق به، وإن ترحمني كما رمتهم مع عظم إجرامي فأنت أولى بذلك وأحق من أكرم به، فليس كرمك مخصوصاً بمن أطاعك، وأقبل عليك، بل هو مبذول بالسبق لمن شئت من خلقك وإن عصاك وأعرض عنك، وليس من الكرم أن لا تحسن إلا لمن أحسن إليك، وأنت المفضل الغني، بل من الكرم أن تحسن إلى من أساء إليك، وأنت الرحيم العلي، كيف وقد أمرتنا أن نحسن إلى من أساء إلينا، فأنت أولى بذلك منا، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. يا ألله، يا ألله، يا الله، يا رحمان يا رحيم يا حي يا قيوم، يا من هو هو يا هو إن لم نكن لرحمتك أهلاً أن ننالها فرحمتك أهل أن تنالنا، يا رباه يا مغيث من عصاه أغثنا يا رب يا كريم، وارحمنا يا بر يا رحيم، يا من وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم، أسألك

<<  <  ج: ص:  >  >>