الضرورة غير الخافية، والمرضى الذين لستم بأولى منهم بالعافية، ولا يتقرب إلى مالك النواصي، بالبدع والمعاصي، بل بما يتقرب به الأولياء الصالحون، والأتقياء المفلحون، أكل الحلال، وقيام الليال، ومجاهدة النفس في حفظ الأحوال، بالأقوال والأفعال، البطن وما حوى، والرأس وما وعى، وآيات تتلى، وسلوك الطريقة المثلى، وحج وجهاد، ورعاية السنة في المواسم والأعياد، ونصيحة تهدى، وأمانة تؤدى وصلاة وصيام، واجتناب مواقع الآثام، (وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) الصراط المستقيم كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وليس الصراط المستقيم كثرة الرايات، والاجتماع للبيات، وحضور النساء والأحداث وتغيير الأحكام الشرعية بالبدع والإحداث، والتصفيق والرقص، وغير ذلك من أوصاف الرذائل والنقص، (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً) في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: يجاء بالرجل يوم القيامة وبين يديه راية يحملها، وأناس يتبعونه فيسأل عنهم ويسألون عنه (إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب) فإياكم عباد الله ثم إياكم وهذه البدع، فإنها تترك مراسم الدين خالية خاوية، والعكوف على المناكر يحيل رياض الشرائع ذابلة ذاوية، ومن المنقول عن كل الملل، والمشهور في الأواخر والأول، أن المناكر والبدع إذا فشت في قوم أحاط بهم سوء كسبهم، وأظلم ما بينهم وبين ربهم، وانقطعت عنهم الرحمات