ووقعت فيهم المثلات، وشحت السماء، وغيض الماء، واستولت الأعداء، وانتشر الداء، وجفت الضروع، ونقصت بركة الزروع، لأن سوء الأدب مع الله يفتح أبواب الشدائد، ويسد طرق الفوائد، والأدب مع الله ثلاثة، حفظ الحرمة بالاستسلام والاتباع، ورعاية السنة من غير إخلال ولا ابتداع، ومراقبة الله في الضيق والاتساع لا ما يفعله هؤلاء المتسمون بالفقراء، وكل ذلك كذب على الله وافتراء. عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فاعهد إلينا قال أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، فإنه من يعش بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجد، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وها نحن عباد الله أرشدناكم، وحذرنا كم وأنذرناكم فمن ذهب بعد لهذه المواسم، أو أحدث بدعة في شريعة أبي القاسم، فقد سعى في هلاك نفسه، وجر الوبال عليه وعلى أبناء جنسه، وتله الشيطان للجبين (١)، وخسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم).