للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التمام، فأخلص إلى ربك المتاب، وقل كما جاء في الكتاب: «رب أوزعني أن اشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين» ويا من بلغ الحسين ذهب أكثر عمرك وأطيبه، وبقي أقله وأتعبه، وبدت في رأسك طلائع المشيب، وأوشكت شمس عمرك أن تغيب، فهل لك أن تقلع وتنيب؟ وتسمع وتجيب؟ فما أقبح العصيان بعد المشيب؛ وإن كان مستقبحاً في كل حين. ويا من بلغ الستين بلغت العمر الذي أعذر الله فيه إلى العباد، وعزمت على السفر البعيد فأين الزاد؟ فتزود التقوى إن الله يحب المتقين. ويا من بلغ السبعين لمقترب الآجال فيك دلائل، فاغتنم ما بقي من أيام عمرك القلائل، قبل أن تنتقل إلى دار البقاء ولم تحصل من صالح الأعمال على طائل، فتصبح من النادمين. ويا من بلغ الثمانين عشت ما قد كفاك، وكلت جوارحك وضعفت قواك، وأبغضك من كان يحبك ويهواك، وذهب عنك حلو العيش وبقي المر فتأهب للرحيل، وتهيأ للسفر الطويل، وأعلم أنك عما قريب من الراحلين. ويا من بلغ التسعين وقفت على ثنية الوداع، وأشرفت على اللحاق بمن فقدت والاجتماع، فإنك وإن كنت في الأحياء معدود في الميتين. ويا من بلغ المائة، وما أظنه في هذه الفئة، بلغت الغاية القصوى من السنين، وما بعد المائة من بقاء فلا تكن من المغرورين. ويا من غدت سنه بين هذه الحدود المحدودة، والأعداد المعدودة، اعمل على شاكلة

<<  <  ج: ص:  >  >>