للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعلم وصدق اللهجة والمعرفة بالعربية ورواية الشعر القديم ومعرفة النحو على مذهب الكوفيين، على ما ليس عليه أحد. وفي الحكاية من كلام ثعلب لصهره: إذا رآك الناس تذهب إلى هذا الرجل تقرأ عليه يقولون ماذا؟

قال المملوك فلما بلغه ذلك قال: لا يتنزل نطقهم لهذه الألفاظ منزلة نقلهم. قلت فيظهر من قولك أيها الرجل أن الزبيدي وابن قتيبة وثعلب وأبا الفرج الأصبهاني وغيرهم كانوا لحانين أيضاً، فالحمد لله استوى الماء والخشبة ولا عار على من لحن مع هؤلاء. ثم أوقفته على كتاب ألفه أبو علي المالقي في شرح الجمل هو بأيدي الناس وقد تكلم على ماذا فقال: ومن حكم ما مع ذا أن الألف لا تحذف منها وإن دخل عليها حرف الجر فتقول بماذا جئت؟ وعماذا سألت؟ ومن حكمها أنها يعمل فيها ما قبلها وإن كانت استفهاماً ثم قال: ويقوي ذلك حديث أم حبيبة حين قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: هل لك في بنت أبي سفيان فقال أصنع ماذا؟ انتهى كلامه.

قال المملوك: وخرج هذا الحديث في كتاب البخاري ومسلم والنسائي وأبي داود وابن خيثمة. فلما وقف على الجملة أكبرها وأعظمها ورأى أن الحديث المذكور تمخضت عنه بطون الأمهات الكبار، ودارت عليه كتائب من كتب الأئمة الأخيار، بين سمر القنا وبيض الشفار، فحصل في أمر عظيم، ووقع في مقعد مقيم، ثم نظر فرأى أن الطرق

<<  <  ج: ص:  >  >>