أقدم لك مقدمة قبل الجواب وذلك أن الحجاج لما ولاه عبد الملك بن مروان العراق وكان من سيرته ما يغني اشتهاره عن تسطيره هنا فتأول ابن الأشعث الخروج عليه وتابعه على ذلك جماعة من التابعين كسعيد بن جبير وأمثاله من أولاد الصحابة ولما قوي عزمهم على ذلك استدعوا الحسن البصري رضي الله عنه فقال لا أفعل فإني أري أن الحجاج عقوبة من الله تعالى فتفزع إلى الدعاء أولى. وقد علمت ما كان من أمر عبد الرحمان بن الأشعث وسعيد وأمثاله. وقضية أهل الحرة مما أوقع بهم جند يزيد بن معاوية بالحرم الشريف (١) ما أوقع، ولما بلغه الخبر وهو بالشام أنشد:
ليت أخوالي ببدر شهدوا. . . جزع الخزرج من وقع الأسل
وشاع ذلك عنه وذاع وكان ذلك على عهد أكابر الصحابة وأولادهم فما تعرض أحد منهم للنكير عليه ولا تصدى للقيام بكلام.
ونرجع لجواب الكتاب، فأما ما حكيت عن الصديق رضي الله عنه في أهل البيت والأحاديث الواردة في أنه يجب احترامهم وتعظيمهم وتبجيلهم لأجل النبي صلى الله عليه وسلم فإن كان يجب عليكم تعظيمهم فإنه يجب علي من باب أولى، عملاً بقوله تعالى: «قل لا أسئلكم عليه