أجراً إلا المؤدة في القربي» واجرى سبحانه وتعالى عادة حكمه ما تصدى احد لعداوة أهل البيت إلا أكبه لوجهه. وأما ما أوردتم من أحاديث النصح فإني والله أحب أن تنصحني سراً وعلانية مع زيادة شكري عليها وأراها منك مودة واعدها محبة، ولكن أفعل من ذلك ما أقدر عليه لأن الله تعالى يقول:«لا يكلف الله نفساً إلا وسعها» وقد كثر قولهم. ولم آل جهداً في كذا، لأن النفوس الشريفة العلية لا تترك من فعل الخير والجد في اكتسابه إلا ما عز تناوله وصعب اكتسابه عليها.
وأما ما ذكرتم من امر أبي محلي وسيرته وما كان تسلط عليه لولا ما كان من نهوضكم إليه، أما تذكر استنهاضنا لكم المرة بعد المرة وتكررت في ذلك إليكم الرسل حتى أجبت إليه وهو أمر لا تحتاج فيه لإقامة حجة غير كونه خرج من الجماعة، وقوله صلى الله عليه وسلم من أراد أن يشق عصاكم فاقتلوه كائناً من كان، والا فلو دخل الملك من بابه وبايعه أهل الحل والعقد وأخذ ذلك بوسائط مثل بيعة جدنا المرحوم التي تضافرت عليها علماء المغرب وأهل الدين المشاهير، ولو كان وصل لذلك بمثل هذه الوسائط لما وجب حربه ولا القيام عليه بما ذكرتم لأن السلطان لا ينعزل بالفسق والجور، وإلا فإن الصحابة رضي الله عنهم في زمن يزيد بن معاوية لا يحصى عددهم وما تصدى أحد منهم للقيام عليه ولا قال بعزله، وإلا فإنهم لا يقيمون على مثل ذلك ولو نشروا بالمناشير. وأما أبو محلي فبمجرد قيامه يجب عليك وعلى غيرك إعانتنا عليه لأنك في