للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الأجناد لمقاومة الأعداء والذب عن الدين وحماية ثغور الإسلام فدعا تضاعف الأجناد إلى تضاعف العطاء وتضاعف العطاء إلى تضاعف الخراج وتضاعف الخراج إلى الإجحاف بالرعية، والإجحاف بالرعية أمر يستنكف رضي الله عنه من ارتكابه ولا يرضاه في سيرة عدله طول أيامه، فلم يبق له حينئذ إلا أن أمعن النظر في أصل الخراج فوجد بين السعر الذي بني عليه في قيمة الزرع والسمن والكبش الذي تعطي الرعية منذ زمان الفرض بحسبه وبين سعر الوقت أضعافاً. فحينئذ تحرى العدل فخير الرعية بين دفع كل شيء بوجه أو دفع ما يساوي سعر الوقت فاختاروا السعر مخافة أن يرتفع إلى ما هو أكثر فأسعفهم رضي الله عنه وعرف الناس الحق فلم ينكره واحد من أهل الدين ولا من أهل السياسية. وليت شعري لو طالبنا نحن الناس اليوم بسعر الوقت الذي ارتفع إلى أضعاف مضاعفة ماذا تقولون وقد انتقدتم علينا ما هو أخف من ذلك؟

وأما ما تقضبه من العجب لتعطيل أجوبتنا عنك حتى نراجع منك فإن كتابك أكدت مبناه على قضية أهل أزمور فأنفذنا من أخرج الذي كان به وأقصاه عنه وسرح من كان عنده فتوقف الجواب حتى يرجع الخديم فحينئذ أجبناكم بما وصلكم. وكون تعطيل الجواب منشأه ما من الله به علينا من رجوعنا إلى سرير ملكنا واجتماعنا بأبناء أمنا فأعلم أن أهل المغرب لما تمالووا علي وخرجت إلى المشرق والتقيت بالترك

<<  <  ج: ص:  >  >>