والأروام وجالسوني وجالستهم وخاطبوني وخاطبتهم، منهم مشافهة ومنهم مراسلة، كنت أيام مقامي بأرضهم كمقامي على سرير ملكي لأن كبيرهم وصغيرهم ورئيسهم ومرؤوسهم كان ينتجع فضلي ويمد كف رغبته لنعمتي وواسيت الجميع عطاء مترفاً مع قلة الزاد والذخيرة، وترفعت عن مراسلة الأماثل والأكابر من العجم والعرب ولم أكن لأحد بل تجردت بما قدرت عليه من الأخبية حتى جعلت محلة برمتها وخيلها فترامي علي العجم بالرغبة وبسطوا أكف الضراعة في المقام عندهم والدخول في جملتهم وعرضوا على الإقطاعات السنية والبلادات الملوكية بلطف مقال وأدب خطاب حتى قال القبطان مراد رئيس المجاهدين: وما مثلك يكون مع الغرب، ها نحن نخدمك بأموالنا وأنفسنا وبما لنا من السفن حيث أردت وأحببت وما انفصلت عنهم حتى كتبت لهم بخطي إني أحمل أهلي وحاشيتي وأرجع إليهم إلا أن تمكن لي الدخول في الملك والغلبة على البلاد وقد قفلت من عندهم ولم يتعلق ثوب عفافي بما يشينه معهم ولا مع العرب ولكن ليس لأحد علي منة ولا نعمة إلا فضل الله تعالى «وكان فضل الله عليك عظيماً».
ثم إني دخلت سجلماسية على رغم أنف أهلها وواليها ومنها دخلت للسوس وجعلت ولي الله تعالى العارف أبا محمد عبد الله بن مبارك واسطة بيني وبين أخي حتى اجتمعت بأهلي ومالي وبعث إلى الترك بأحد