بلكباش اسمه مصطفى صولحي إلى السوس راغبين إنجاز الوعد فجنحت للسير إليهم. فرأيت الأهل والأتباع قد عظم عليهم الأمر واستكبروا الخروج فأسعفت رغبتهم في المقام بالمغرب وشيعت الرسول قافلاً إلى قومه من سجاماسة عند الدخول الثاني لها ومغالبة أهلها عليها وعززته برسول من عندي إليهم بتحف وأموال ورد بها عليهم مع رسولهم. ثم إني اقتحمت مراكش مع أهل فاس على كثرة عددهم وعددهم وقلتي ووحدتي وفتح الله علي ثم خرجت للسوس مرة أخرى وأوقعت بولد مولاي أحمد الشريف وجموع مراكش وقد تعصبوا عليه لأنهم شيعة جده ففضضته على رغمهم ونازلته بالسهل والحزن حتى أمكن الله منه وحكم بيني وبينه. ثم نجم نجم الغوي أبي محلي وغلبت على الرأي وقد قال من هو أفضل مني مولانا علي كرم الله وجهه لا رأي لمن لا يطاع، ودخل هذه البلاد وخرجت أنا للسوس بينما تجتمع لنا قبائلنا في المكان الذي كان اجتماعهم فيه إلى أن بلغتهم وقصد إليهم أبو محلي فقاتلوه ورحل عنهم بعد أن أثخنوا فيه بالقتل ثم وافيتهم بالمكان والحرب بيننا سجال فهل سمعتم خلال هذه الأحوال كلها إني احتجت لأحد فيما قل أوجل وهذا كله بحيث لا يخفى عليك، اللهم إلا أن تعتد الوفادة التي وفدنا عليك من قبيل الاضطرار والاحتياج فلا ندري.
على إني ما قصدتك لطلب دنيا، بل لأني كنت أسمع ما أنت عليه من