متانة الدين والصلاح والإقبال على طاعة الله والتمسك بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا غرو ومن كان هذا وصفه جدير بأن يقصد للدعاء والتبرك ولإصلاح القلب. ولو علمت أن ذلك يعد ويظن أنه نوع من الاحتياج والله ما كنت لأقف على أحد ولو أنه يملكني الدنيا بحذافيرها لأن الخير والشر بيد الفاعل المختار وهو أولى إليه بالاضطرار.
وإما سربي فما تروع قط حتى يأمن. وأما من كان في الدار التي ذكرتم فإنما هم أهلي ومتروك أعمامي، وأما ما أخبركم به القاضي فكل ما حمل عني فهو حق وقد التزمته إلى الآن إلا ما طرأ علينا فيه النسيان ذكرونا به فإنا لا نخرج عنه.
وأما يمين المصحف وأني كنت حلفت فيه للقائد عبد الصادق فلا والله ما حلفت فيه ولا نحلف لأحد إلى لقاء الله. أما علمت إني حضرت بيعة صاحب المغرب (١) سامحه الله وحضر أولاد السلطان واستحلفهم له إلا أنا فإنه قال: فلان لا يحلف ولا يحتاج إليه فما نأمره به يفعله وعظم ذلك على إخوتي وظهرت في وجوههم الكراهية لأجله. ولكن
(١) يعني بيعة أخيه المأمون بولاية العهد أيام أبيهما المنصور.