الرحمة بفضل الله مئابها، وعلى الله أجرها، وعنده يحتسب ذخرها، وإن لدينا من نوجب إعظامها، ونقيمها بحكم البر مقامها، وعزمها إلى ما أملته مصروف، وأملها إلى ما كانت أملته موقوف، وهي محل والدتنا المكرمة المبرورة الأثيرة الموقرة المبجلة المفضلة المعززة المعززة المعظمة المطهرة أسني الله مكانتها، وسنى من هذا القصد الشريف لبانتها، وقد شيعناها إلى حج بيت الله الحرام، والمثول بحول الله تعالى ما بين زمزم والمقام، والفوز من السلام على ضريح الرسالة، ومثابة الجلالة، بنيل السول والمرام، لتظفر بأملها المرغوب وتنفر بعد أداء فرضها في كرم الوجوب.
وحين شخص لذالكم الغرض الكريم موكبها، وخلص إلى قصد الحرم العظيم مذهبها، والكرامة تلحفها، والسلامة إن شاء الله تكنفها، أصحبناها من حور دولتنا وأحظيائها، ووجوه دعوتنا العلية وأوليائها، من اخترناه لهذه الوجهة الحميدة الأثر، والرحلة السعيدة الورد إن شاء الله تعالى والصدر، من أعيان بني مرين أعزهم الله تعالى والعرب، وأولاد المشائخ أولي الديانة والتقوى المالئين دلاء القرب، إلى عقد الكرب، وكل من له أثرة مشهورة، وشهرة بالمزايا الراجحة والسجايا الصالحة مأثورة، وقصدهم من أداء فرض الحج قصدها، ووردهم إن شاء الله تعالى من منهل بركاته الجمة وردها، وهكذا سيرنا من تحف هذه البلاد إليكم ما تيسر في الوقت تسييره وإن تعذر في كثير مما قصدناه