ولهذا الغرض أردناه تيسيره، لطول المغيب عن الحضرة، والشغل بتمهيد البلاد التي فتحها الله عليها في هذه السفرة، وعينا لإيرادها لديكم، وإيفادها عليكم أبا إسحاق ابن الشيخ أبي زكرياء يحيى بن عثمان السويدي، وأمير الركب الحسن بن عمران وغيرهم، كتب الله سلامتهم، ويمن ظعنهم وإقامتهم، ومقام ذلك الإخاء الكريم، يسني لهم من اليسرى والتسهيل القصد والسؤل، ويأمر نواب ماله من المالك، وقوام ما بها من المسالك، لتكمل العناية بهم في الممر والقفول، ومعظم قصدنا من هذه الوجهة المباركة إيصال المصحف العزيز الذي خططناه بيدنا، وجعلناه ذخيرة يومنا لغيرنا، إلى مسجد سيدنا ومولانا، وعصمة ديننا ودنيانا، محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بطيبة (١) زادها الله تشريفاً، وأبقى على الأيام فخرها منيفاً، رغبة في الثواب، وحرصاً على الفوز بحظ من أجر التلاوة فيه يوم المئاب. وقد عينا بيد محل الوالدة المذكورة فيه، كرم الله جبهتها، ويمن وجهتها، من المال ما يشترى به في تلكم البلاد المحوطة من المستغلات ما يكون وقفاً على القراءة فيه، مؤبداً عليهم وعلى غيرهم من المالكية فوائده ومجانيه. والإخاء المذكور يتلقى من الرسل المذكورين ما إليهم في هذه الأغراض ألقيناه، ويأمر بإحضارهم لأدائهم بالمشافهة ما لديهم أو عيناه، ويوعز بإعانتهم على هذا الغرض المطلوب،