لأولياء الإسلام وحماته الأعلام، بنصر لمضائه في العدى أعظم الفتك، ويسر بقضائه درك آمال الظهور وأجمل بذلك الدرك، - فكتبناه إليكم كتب الله لكم رسوخ القدم، وسبوغ النعم، من حضرتنا مدينة فاس المحروسة وصنع الله سبحانه يعرف مذاهب الألطاف، ويكيف مواهب تلهج الألسنة في القصور عن شكرها بالاعتراف، ويصرف من أمره العظيم، وقضائه المتلقي بالتسليم، ما يتكون بين النون والكاف، ومكانكم العتيد سلطانه، وسلطانكم المجيد مكانه وولاؤكم الصحيح برهانه، وعلاؤكم الفسيح في مجال الجلال ميدانه - والى هذا زاد الله سلطانكم تمكيناً، وأفاد مقامكم تحصيناً وتحسيناً، وسلك بكم من سنن من خلفتموه سبيلاً مبيناً. فلا خفاء بما كانت عقدته أيدي التقوى، ومهدته الرسائل التي على الصفاء تطوى بيننا وبين والدكم نعم الله روحه وقدسه، وبقربه مع الأبرار في عليين أنسه، من مؤاخاة أحكمت منها العهود تالية الكتب والفاتحة، وحفظ عليها محكم الإخلاص معوذتاها المحبة والنية الصالحة، فانعقدت على التقوى والرضوان، واعتضدت تعارف الأرواح عند تنازح الأبدان، حتى استحكمت وصلة الولاء، والتأمت كلحمة النسب لحمة الإخاء فما كان إلا وشيكاً من الزمان، ولا عجب قصر زمن الوصلة أن يشكوه الخلان، ورد وارد أورد رنق المشارب وحق قول «ومن يسأل الركبان عن كل غائب»(١) أنبأنا باستئثار
(١) هو شطر بيت للشريف الرضي من قصيدة قالها عند توجه الحاج، وتمامه وهو المقصود: فلا بد أن يلقي بشيراً وناعياً.